
حكم الرئيس السادات مصر لمدة 11 سنة ، وخلال فترة حكمه اتخذ نهج سياسى مغاير لنهج سلفه الرئيس عبد الناصر ، ورغم وفاة الرئيس السادات منذ عقود إلا أن نهجه السياسى يأبى أن يموت مثله ، لذا ربما يكون من المفيد مراجعة بعض سياساته فى ذكرى وفاته ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
- - السادات هو أول من فتح باب الدخول الأمريكى لمصر بعد لقاءه المنفرد بكيسنجر يوم 7 نوفمبر 1973 والذي وعده خلاله بتصفية تركة جمال عبد الناصر السياسية والاقتصادية.
- السادات هو أول من دشن عمليات الخصخصة وتخريب القطاع العام وبيعه بأبخس الأثمان بقوانين الانفتاح منذ عام 1974.
- السادات هو أول رئيس ينحاز للأغنياء على حساب الفقراء ، وفى عهده بدأ سقوط الطبقة المتوسطة ، وبدأ الغلاء وانتشرت العشوائيات، وتم إهمال البحث العلمى .
- السادات هو أول من بدد أرصدة مصر التاريخية عندما انسحب من العالم العربي ومن أفريقيا ومن العالم الثالث ، وساعد على نجاح المشروع الأمريكى فى العالم العربى.
- السادات تسلم حكم مصر بديون مقدارها ١,٨ مليار دولار تمثل نسبة ٢٢,٥٪ من الدخل القومي المصري سنة 1970 ، مع ملاحظة أن معظمها كانت ديون للاتحاد السوفيتى الذى تنازل عنها فى عهد الرئيس مبارك ، بينما سلم السادات مصر لمبارك وهي مديونة بـ ٢٢,٥ مليار دولار بنسبة ١٠٨٪ من الدخل القومي سنة 1981.
- السادات هو أول من بدأ مسيرة المصالحة مع الصهاينة ، واعترف بإسرائيل وزارها وخطب فى الكنيست وفوق رأسه عبارة ” من الفرات إلى النيل … أرضك يا إسرائيل”.
- السادات هو أول من وقع معاهدة للسلام مع إسرائيل بشروط مجحفة مثل حجم القوات المسلحة المصرية بسيناء،ودور مصر القومى، وتصدير البترول المصري لإسرائيل والذى سيستبدله مبارك فيما بعد بالغاز المصري.
- السادات هو الذى تم افتتاح سفارة لإسرائيل فى عهده ، وجرى رفع علمها فى سماء القاهرة خلال حكمه، بل أن السادات قام بتغيير مسمى وزارة الحربية إلى وزارة الدفاع ، وتغيير النشيد الوطنى المصري من “والله زمان يا سلاحي” إلى ” بلادي بلادي” بناء على طلب الإسرائيليين بحجة ان الأسمين القديمين يحرضان على الحرب والقتال!!!
- السادات هو أول من واجه انتفاضة شعبية ضد سياساته فى 18 -19 يناير 1977 ، كادت أن تطيح بحكمه لولا أن الانتفاضة لم تستغرق سوى يومين فقط ، تراجع السادات خلالهما عن قراراته مضطراً تحت ضغط من الشعب ومن المشير الجمسى وزير الحربية الذى طالبه بإلغاء القرارات قبل نزول الجيش للشارع.
*ملحوظة : المشير محمد عبد الغني الجمسي هو أخر وزير يحمل لقب وزير الحربية فى مصر حتى الأن ، قبيل احتفالات 6 أكتوبر فى عام 1978، قام الرئيس السادات بعزل الجمسي بغتة من منصبه ، وقرر تغيير اسم وزارة الحربية إلى وزارة الدفاع ، واختار الفريق كمال حسن على لكى يكون أول من يحمل لقب وزير الدفاع فى مصر.
- السادات هو أول من فكر فى إلغاء جامعة الدول العربية وتحويلها لتجمع لشعوب الشرق الأوسط .
- السادات هو أول من فكر فى منح ماء النيل لإسرائيل وتسبب فى القطيعة بين مصر ودول منابع النيل خاصة بعد اشتراكه فى نادي السافاري وتدخله فى حرب القرن الأفريقي وعداءه لنظام منجستو هيلا مريام فى الحبشة.
- السادات هو من أهمل القاعدة الصناعية المصرية ، ودمر الزراعة باستعانته بالخبراء الإسرائيليين ليعلموا أقدم شعب زراعى فى التاريخ الإنسانى أصول الزراعة.
- السادات هو أول من سمح للأجانب من كل الدول بشراء الأراضى فى مصر دون رقيب أو حسيب.
- السادات هو مؤسس الحزب الوطنى الديمقراطي ومؤسس احتكاره للسلطة وتزوير الانتخابات لصالحه وهو صاحب مقولة ” الديمقراطية لها أنياب”.
- السادات هو صاحب مقولات 99% من أوراق اللعبة فى يد الولايات المتحدة، والسلام خيار مصر الإستراتيجي ، والمشكلة بين مصر وإسرائيل مشكلة نفسية وليست صراع وجود.
- السادات هو أول من أحاط نفسه بكبار الأغنياء وكبار رجال الأعمال والسماسرة ، ومنحهم حق نهب واستغلال مصر.
- السادات هو أول من قتل الانتماء الوطنى لدى المصريين بمقولة أخر الحروب ، وبإلغاء الاحتفال بأعياد الجلاء والنصر ، وبتصوير حرب 1956 كهزيمة لمصر ، و بسلامه وتطبيعه مع إسرائيل ، وبعلاقاته الخاصة مع الولايات المتحدة وبهجومه الدائم على العرب والعروبة.
- السادات هو أول من اضطهد الفريق سعد الدين الشاذلى ، ورفض تكريمه وحذف صوره ، واتهمه بالجبن والانهيار خلال حرب أكتوبر وعينه سفيراً خارج مصر، والسادات هو من جعل المشير الجمسي يبكى على رؤوس الأشهاد بقبوله لاتفاق فض الاشتباك الأول عام 1974.
- السادات ألغى جهاز الرقابة الإدارية وهو الجهاز الذي يتعقب الفساد ويواجه السرقات والنهب ويتصدى للمرتشين واللصوص ، ولم يعد الجهاز للعمل مجدداً إلا فى عهد مبارك.
- السادات هو أول رئيس يستقيل فى عهده وزيرين للخارجية (إسماعيل فهمى – محمد إبراهيم كامل) الأول احتجاجا على زيارته للقدس المحتلة ، والثانى لرفضه توقيع السادات لاتفاقية كامب دافيد المجحفة والظالمة لمصر ولتضحيات الشهداء ، والمهدرة لحقوق الشعب الفلسطينى ، والقاضية على الحل الشامل للصراع العربي الإسرائيلي.
- السادات هو من حول مصر لعزبة خاصة به وأضاف ياء الملكية لكل من فيها وما فيها فقال “شعبى” ، “جيشي” ، “وزير خارجيتى” ….إلخ
- السادات هو أول رئيس عربي تحفر إسرائيل أسمه على نصب تذكارى فى تل أبيب تخليدا لذكراه ، ثم تطلق اسمه على ميدان بمدينة حيفا .
- السادات هو المؤسس الثانى لجماعة الإخوان المسلمين بعد الصفقة الملعونة التى عقدها مع تيار الإسلام السياسى ، والتى بمقتضاها أطلق السادات الجماعات الإسلامية فى الجامعات والنقابات والشارع المصرى لمحاربة التيار الناصري والتيار اليسارى فى مصر ، ونشر الفكر المتطرف فى المجتمع المصرى.
- السادات هو من دعم تجنيد وإرسال الشباب المصرى للقتال فى أفغانستان تحت راية المخابرات المركزية الأمريكية ضد الاتحاد السوفيتى لخدمة المصالح الأمريكية فى الحرب العالمية ضد السوفيت ، هؤلاء الشباب عادوا لمصر فى التسعينيات من القرن الماضى محملين بالفكر المتطرف وخاضوا ضد الدولة المصرية حرب ضروس استمرت لمدة عقد من الزمان تقريباً ، وخلفت ألاف الضحايا ، وقد خرج هؤلاء للعلن بعد انتفاضة 25 يناير 2011 وعاثوا قتلاً وتفجيراً فى المصريين سعياً خلف الوصول للسلطة.
- السادات هو أول رئيس يشهد عهده حوادث الفتنة الطائفية والتى استمرت تتصاعد طيلة حكمه ، وكانت أخرها حوادث الفتنة الطائفية بحي الزاوية الحمراء قبيل وفاته.
- السادات هو أول رئيس عربى يشارك قادة إسرائيل " بيجن - شارون - شامير "فى تشييع جنازته.
- السادات من فرط عبقريته منح تيارات الإسلام السياسي قبلة الحياة وأطلقها على المجتمع المصري بدءً من عام 1971 ، وبعد 10 سنوات من حكمه ردت له تلك التيارات المتطرفة الجميل بقتله على رؤوس الأشهاد فى 6 أكتوبر 1981.
تلك النبذة المختصرة عن عهد الرئيس السادات ونهجه السياسى تمثل غيض من فيض ما تدفع مصر ثمنه بسببه حتى الأن.