
قد يزايد علينا البعض، ويحتمي بكلماته المعهودة: الطغاة والجلاوزة، و
التظاهر بنظرية المؤامرة، والارتهان للواقع المريض والتباكي على الماضي السحيق، والابتعاد عن كتاب الله وعدم تطبيق شرع الله، ومناصرة الكفرة الفجرة من القوميين والنصيريين والقائمة تطول مما غطوا به إعلامهم وأخفوا به نواياهم.
سأعود بإذن الله إلى الكلام بالتفصيل عن هذا الواقع ومآلاته، وقبل ذلك، هذه مؤشرات أولية، لا بد لأصحاب النهى من المغرر بهم أن يجدوا لها تفسيرا، ولا أتكلم عن الغوغائيين الذين لا بمتلكون الجرأ ة المعنوية والمادية على قول الحقيقة واستنباطها.
1- بادر الصهيانة بالتوغل متجاوزين جبل الشيخ، وظل طيرانهم يدمر معاقل ومخازن الجيش السوري، ونتنياهو الأرعن يوزع الحلوى ويقول إنه يوم مشهود، وتزايد القصف التدميري والإبادات الجماعية وبشكل غير مسبوق في غزة وفي جنوب لبنان.
2- لم يتمالك المسؤولون في اسطنبول والمقربين لآردوجان من التعبير عن فرحهم بالعلم التركي وهو يرفرف على الأرض السورية مشعرا بعودة الأسلاف ومذكرا بعودة الاستعمار العثماني.
3- عمليات نهب ممتلكات الدولة والمواطنين ومن طرف المسلحين أنفسهم كانت الحراك الذي يتصدر المشهد، فالبنك المركزي السوري تم نهبه في الشاحنات، والسفارة الموريتانية تم تجريدها من سياراتها الثلاث بعد الاعتداء على أحد الموظفين بالضرب المبرح، ومحلات المواطنين تم العبث بها.
هنا، تدركون أن أسفنا على سوريا ليس حبا في بشار وهذا لا يقول به إلا حاهل مغرور، فالتشبث بالأشخاص كله إلى زوال، ولكنه حب لدولة ولنظام كان يفر لشعبه من الاكتفاء الذاتي والعيش الرغيد، ما يختلف عن خالة الفوضى وعدم الاستقرار ونهب الممتلكات.
الآن يا أصحاب النوايا الحسنة، دعونا من الماضي والدوران في حلقات مفرغة، وتابعوا معنا بعقولكم الأحداث، واحكموا معنا على تقييم الوضع والمآلات وقولوا كلمة حق لا تمتلكون إلا الفوز بها، إذا مانت دوافعنا جميعا يطبعها الصدق والأمانة.