نشر احد المواقع الاعلامية الوطنية - التي احترمها وأقدر جديتها وأهمية دورها ونضج عملها- خبرا مفاده أن متوسط الراتب الشهري في بلادنا يبلغ واحدا واربعين (41) دولارا شهريا، وانه بسبب ذلك وصل ترتيب موريتانيا لهذه السنة 2024 الى رتبة 191 عالميا .
ونقل ذلك الخبر من تقرير سنوي اعده فريق الاقتصاد والسياسة بمجلة Ceoworld.
والواقع ان هذا التصنيف لمعدل الراتب الشهري في بلادنا لا يخلو من ثلاثة نواقض، يمكن ملاحظتها من لدن غير المتخصصين:
الناقضة الاولى ان الجميع يعلم ان ادنى معدل للاجور في موريتانيا يزيد على 40 الف اوقية قديمة وهو دخل يربو على 100 دولارا شهريا (اي انه يساوي ضعفين ونصف للمبلغ 41 دولار المحدد كمتوسط) تتساوى في ذلك رواتب القطاعين العام والخاص،
الناقضة الثانية لهذا التصنيف ان الجميع يشهد بانه لا يوجد في بلادنا راتب شهري في حدود 15000 اوقية قديمة؛ ايا كان المجال الذي يخدم فيه العامل، فما يحصل عليه العامل اليدوي يوميا (عمال المنازل،عمال البناء، عمال الخدمات في القطاعات غير المصنفة) لا يقل معدله اليومي عن 1000 اوقية يوميا وهو ما يزيد على قيمة 75 دولارا شهريا؛
أما الناقضة الثالثة فهي ان هذا المؤشر الذي عبر عنه بهذا التصنيف يترنح بين التعبير عن متوسط الدخل وعن متوسط الراتب،فتارة يجعل المؤشر متعلقا بمتوسط دخل شهري، وتارة يعتبره متعلقا بمتوسط راتب شهري..
والفرق بين المصطلحين ومعطييهما مختلف جدا...
والله اعلم
شيخنا ادوم سيدي عثمان