على من يجد في نفسه ميولا إلى عدم الاهتمام بغزة وأهلها أن يراجع حالته الإيمانية والنفسية.
هؤلاء هم أحق الناس بالدعم والمؤازرة، وهؤلاء ركيزة من عمارتنا التي أوصينا أن نشد عليها بالتراص والتعاضد، ومن يرى غير ذلك فهو يخذل الأمة .
كان موقف بلادنا في هذه الأزمة من أكثر المواقف وضوحا، بدءا بالبيانات، مرورا بالحداد، ووصولا إلى كل ما اقتضته التطورات من مواقف كانت خلالها تصريحات فخامة رئيس الجمهورية صريحة وداعمة.
يئست الأجنحة السياسية التي دأبت التغذية على خطاب التخوين في سياق الملف الفلسطيني، من صياغة خطاب يرى في الموقف الموريتاني ما يستوجب الاعتراض، فعمدوا مقاربة تصورهم كما لو كانوا بناة هذا الموقف؛ فأقاموا ليالي الدعم ونظموا مهرجانات المؤازرة وفتحوا دور استقبال الدعم العيني والمادي ...
ضاقت عليهم الضوائق، لأن السلطات لم تمنع استدعاء ضيف، ولا تنظيم مهرجان، ولا إقامة ليلة، ولم تعترض على خطاب، رغم أن بعض عناصر الجناح السياسي خطط لأن تشترط السلطات أو تعرض على زمان أو مكان، فيصوّغ ذلك لإنتاج خطابات التخوين.
هذه هي السياسة - رغم فارق الحال- مباردات تمتطي الفرص وخطط تستقطب المهتم، خصوصا في ظرف لا يسمح فيه ضمير الأمة بأي اعتراض على ما ينتمي إلى حمى هذه القضية .
لم يكتف الجناح السياسي بهذا الدور السياسي الوطني الذي باركه الجميع، ودعمته قوى المجتمع الموريتاني بمختلف مكوناته وانتماءاته، فشجَّعوا بعض المندفعين -عن حسن نية- في دعم القضية، إلى إنشاء مبادرات باسم العشائر والأحلاف، وتشكيل دوائر داخل العشيرة الواحدة من خلال إحداث مجموعات للنساء والرجال والشباب!
طبعا نجحوا في ذلك، لأن الظرف كان مناسبا، ولأن فطرة الشعب الموريتاني وتربيته تجعله ينقاد لكل ما يهم الأمة، ومع ذلك؛ أعتقد أن تنمية الروح القبلي داخل المجتمع تنافي القيم التي يؤسس عليها أي فكر يستشرف أمة إسلامية قوتها الإسلام وناظمها الإيمان .
رمضانكم مبارك.
03:15 - 2024/04/02
03:15 - 2024/04/02