السّخاء أحدُ أُمّهات الفضائل في الفلسفة الأخلاقية القديمة، وهو أحدُ أخلاق العرب قبل الإسلام والتي ضربوا بها المثلَ في الزّهد في المال والنّفس.
وقد جعل القرآن الكريم السّخاءَ في قلب المنظومة الأخلاقية القرآنية، حيث ربطه بالنّفس والمال، فذمّ شحّ النّفس وقبْضَ اليد، ودعا إلى جعل المال قُربة كبرىى، وسمّى هذه العملية زكاة، إشارة إلى ما تعود به على النّفس من سموّ روحي سواء كانت هذه الزكاة إحدى أركان الإسلام، أو كانت إحدى كمالاته الممكنة.
وقد مثّلتْ قصّةُ ابن رشد الفيلسوف مع أبي العبّاس السّبتي رحمهما الله تعالى ، إحدى الحكايات التي تبرز الأهميّة الفلسفية للسَّخاء، حيث كان السّبتي كثير الإنفاق، فأرسل الفيلسوفُ أحدَ أصدقائه ليتحسّس أعماله، فوجده ينفق ذات اليمين وذات الشمال، ولا يتوقف عن البذل.
فلما عاد وأخبره، كانت قولة ابن رشد الرائعة أن السّبتي يؤمن أن الوُجودَ ينْفعلُ بالجُود، وأنها إحدى مذاهب الفلسفة القديمة.
« الوجودُ ينْفعل بالجود »، هي إحدى الشّعارات الفلسفية التي ارتبطت في الثّقافة الإسلامية بأبي العباس السّبتي رحمه الله تعالى في القرن الثاني عشر الميلادي.
قراءة ممتعة مع صوم مقبول إن شاء الله تعالى .