عنترة بن شدّاد ' هو ابن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي، وهو من أشهر الفرسان والشعراء العرب في العصر الجاهلي، وقد نشأ في منطقة نجد وورث سواد لونه من أمّه الحبشيّة التي كانت تدعى زبيبة، وكان عنترة معروفاً بين العرب بأخلاقه العالية، كما كان يتصف بالحلم على الرغم من شدة بطشه في الحروب، ومن الجدير بالذكر أنّ أشعاره امتازت بالرّقّة والعذوبة؛ فلا تكاد تخلو من ذكر لمحبوبته وابنة عمه عبلة التي تناقلت الأخبار قصة حبّه لها، ومن الجدير بالذكر أيضًا أنّ عنترة عاش عمراً طويلاً شهد خلاله حرب داحس والغبراء، وكان قد التقى في فترة شبابه بالشاعر امرؤ القيس، كما كان يُلقب ب"الفلحاء" نظراً لوجود تشقق في شفتيّه.
_ذكر المؤرخون الكثير عن أخلاق عنترة التي كانت تتجلّى فيها رقة قلبه وقوة عاطفته، ورغم الحياة القاسية التي كان يعيشها إلا أنّه كان على قدرٍ عالٍ من نقاء النفس، وقد جمع عنترة إلى جانب هذه الأخلاق شهرة واسعة في الفروسية والشجاعة التي كانت لا مثيل لها بين أقرانه بحيث ظهرت هذه الشجاعة بقوة في حرب داحس والغبراء، وقد استطاع عنترة من خلال هذه االخصال التعويض عمّا أصابه من دنيوية وعبودية بسبب لونه.
_ترك عنترة ديواناً من الشعر زخر بفنون عدّة كان معظمّها في الفخر والغزل العذري والحماسة، وكان أبرز ما فيه معلقته التي اشتهر بها، وامتازت أشعاره بالأسلوب العذب والألفاظ السهلة والمعاني الرقيقة.
_وكان أشهر ما في هذا الديوان معلّقته االشهيرة، وهي عبارة عن قصيدة طويلة تحتوي على ما يقارب' تسعة وسبعين ' بيتاً من الشعر..
كان عنترة يستهلّ معلقته بمقدّمة تتضمن ذكريات وعبر، وبعد ذلك يصف محبوبته عبلة وناقته مفتخراً بنفسه وأخلاقه. الرفيعة وشجاعته وإقدامه في الحروب، وقد كان مطلع هذه المعلقة ما يلي: هَلْ غَادَرَ الْشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَـرَدَّمِ
أَمْ هَل عَرَفْتَ الْدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ
يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي
وَعِمِي صَبَاحاً دارَ عَبْلَةَ وَاسْلَمِي
_توفي عنترة بن شداد عام 600 ميلادي عن عمر ناهز 90 عاماً بعد أن عاش حياةً حافلة بنظم الشعر، والمشاركة الواسعة في الحروب والغزوات، وقد اختلف الرواة في طريقة موت عنترة، ووردت عنهم روايات متباينة..