وشيخٌ طاعن في السن يـمشي
ولحيتـه تلامس ركبتيـهِ
فقلت له : علام أنت حَــانٍ
أجاب وقد أشـــــار بإصبعيــهِ..!
شبابي في الثرى قد ضاع مني
وها أنا أنحني بحثاً عليهِ
وأطرقَ رأسهُ حزناً ويأساً
وأجهش بالبُكــا شوقـاً إليـــــهِ
فقلت له: تجلّد، قال: دعني
وأمسك بالعصـــا في راحتيهِ.
وقال: إلى النهاية نحن نمضي
ويرمقنا الـفـنــاء بناظريـــهِ
نمرُّ بذي الحياة كمـــاء نهــــرٍ
وصرف الدهر قاطب حاجبيهِ
فلمَ نجني ونبني بها قصـــــوراً
ومصيــــدة المنايا في يديــــهِ
حياة المــــرء آمال تـــــراءى
وأوهـــــام تقيــــد معصميــهِ
أتينا مكرهين وسوف نمضي
كـــما نأتي ومرجعنـــا إليـــهِ
18:42 - 2024/03/05
18:42 - 2024/03/05