جانب من عنوان أيام تفكيرية تنظمها التلفزة الموريتاتية هذه الأيام
سؤال كنا قد طرحناه بأشكال وصيغ مختلفة من قبل في أكثر من مناسبة لكننا كنا في كل مرة نتقدم به نتهم بالشخصنة ونحشر في،زاوية من زوايا التأويل ..
اليوم يخرج السؤال من عمق القناة ويطرح في جلسات مفتوحةوتستدعى القوى السياسية والمدنية والدستورية والفكرية والإعلامية والجمهور للبحث له عن إجابة له أو لطرحه على الجهات المعنية والوصية ..
عاصرت. 4مديرين للقناة حتى الآن منذ التحقت بها عام 2013 عبر مسابقة؛إبان إدارة الدكتورة المحامية خيرة بنت الشيخاني ؛وخلال تلك الفترة ظلنا نطرح ذات السؤال ونثير نفس الهواجس ومن ضمن ما كتبت مجموعة مقالات تحت عنوان" مقاربات من أجل اصلاح التلفزة الموريتانية"
يحسب لمنت الشيخاني في عهدها على الأقل انها جاءت بنية وعزيمة ضخ دماء جديدة في القناة
وهي وقتها شابة في مقتبل العمر لكنه رضخت لواقع صعب ناتج عن تراكمات من طرق التفكير وأساليب التسيير وهيمنة قوى و إرادات أقرب ما تكون للقوة القاهرة..
وعندما جاء الإداري المتمرس الأستاذ عبد الله ولد احمد دامو حاول ابتكار طريقة للعمل في بئة معقدة معبرا عن نيته على الأقل في تصحيح الوضعية الإدارية والمالية المنهكة ومقتربا أكثر من البسطاء محاولا القرب من الكفاءات ومنحها فرصا ومستعينا بها لتحقيق مشروعه قبل تجتمع ظروف مختلفة ادت فيما بعد إلى نقله إلى مكان آخر ؛ وهو في منتصف تفكيره .
ولعل السلطة في لحظة ما نزلت عند رأي كثيرين فقررت اختيار مدير من عائلة الصحافة هو الزميل محمد محمود ولد ابو المعالي على رأس إدارة الموريتانية التى حيرت العقول والسياسات والبرامج والخطط ولم تستطع أن تعرف ماذا يراد وماالمطلوب منها وماذا تريد؟
وللأمانة يحسب للمدير الزميل أنه حلحل جانبا من ملف مسابقة 2013 بعد أن وصل القضاء ليودع التلفزيون في خطوة مفاجئة ..
اليوم تفتح المديرة العامة السنية بنت سيدي هيبة النقاش هذه المرة أمام الجميع خاصة النخب الحاكمة والفكربة والسياسية وذلك تحت شعار ماذا نريد من التلفزة الموريتانية؟
وهو سؤال جاء في صيغة ضمير المتكلم الذي يعبر عن ضمير المخاطب ..إذ أن له وجهان بل هو حمال أوجه لأنه يعني في بعد من ابعاده ماذا يريد الجمهور والسلطة والنخبة من جهة ويعني في أوجه آخرى ماذا تريد التلفزة من نفسها وكيف ذلك ؟
الحقيقة أن السؤال الجوهري كان ينبغي أن يشمل وسائل الإعلام العمومية إذاعة ووكالة وتلفزة وينبغي أن يكون ماالمطلوب من وسائل الإعلام العمومية في عصر اليوم وما فيه من تحديات اعلامية ومتطلبات تقنية ..؟
وإذا ما حاولنا أن نسهم في الإجابة على السؤال ماذا نريد من التلفزة الموريتانية فإنه يجدر بنا أن نقوم بتشخيص موضوعي لحالة القناة وباقاتها المختلفة؛ حيث تضم القناة مئات العمال غالبيتهم لا يرتبطون بعقود عمل وقليل منهم يعملون
يحتاج الصحفيون والفنيون للتكوين المستمر فعدد قليل منهم أيضا يمتلك خبرات ولذلك فإن الاعتماد عليهم دائما دون فروق تذكر مع غيرهم في التفضيلات
..وهؤلاء العمال مع قلة عددهم يتلقون رواتب زهيدة بالمقارنة مع زملاء لهم في تلفزيونات دول الجوار
تحتاج التلفزيون لمقاربة منصفة وعادلة في التعاطي مع الموظفين والعمال حيث تلعب الواسطة والعلاقات وأشياء أخرى ادوارا في الحصول على الترقيات والامتيازات
هذا فضلا عن جملة عقبات آخرى
إذن مالمطلوب من تلفزيون هذه حالته في عصر اليوم..؟
سيكون المحتوى بطبيعة الحال متواضعا وسيعجز التلفزيون عن إقناع المتلقي لأن فاقد الشيء لا يعطيه فعلى من تقع المسؤولية؟ إذن..هذا أيضا سؤال جوهري يطرح على الأيام التفكيرية
لقد مر التلفزيون بمراحل مختلفة قبل أن تتحدد هويته وهو اليوم بمثابة شركة مساهمة sa فماذا يترتب على ذلك؟
وما حدود العلاقة بين هذا التوصيف وقناة الخدمة العمومية.؟.وعلى من تقع مسؤولية رسم الحدود هنا وكيف ؟
ثم نصل للسؤال الأهم كيف يمكن للتلفزة أن تستعيد جانبا من جمهورها وقوة تأثيرها لخدمة الهدف الذي تأسست من أجله خاصة في عصر الميلتيميديا ووسائل التواصل الاجتماعي..؟
أرجو التوفيق للتلفزة الموريتانية في نقاش مختلف هذه الأشكالات والتوصل لأجوبة شافية عنها كما أرجو أن تهتم الجهات الوصية وتلك المعنية بمخرجات هذه الأيام.. التى حركت بها قناة الموريتانية في مبادرة هامة ما كان راكدا ..