لم يعد العمدة ذلك الشيخ التقليدي صاحب اللحية غير المهذبة بمظهره النمطي، حيث تتدلى التمائم والكتب الصغيرة من عنقه، ويضع عمامة دائرية كبيرة على هيئة فندق "فصك".. العمد أصبحوا يرتدون البدلات الرسمية وتشع وجوههم نورا من بركة الحلاقين، يتحدثون لغة مكسرة ويزعجهم التصفيق المتكرر في الخطابات الرسمية.
عمد شباب تفرقوا في كافة أركان قصر المؤتمرات، في تجديد وثورة على منصب العمادة الموغل في المحلية.. غالبيتهم من الوجوه غير المعروفة سياسيا، ربما هم أبناء عمد سابقين، أم أن رياح التغيير هبت في القرى والمدن البعيدة.
التمثيل النسوي في مؤتمر العمد كان ضعيفا رغم شغل العالية منكوس منصب رئيسة رابطة العمد.. "لن تقبل مدن الداخل البعيد تتويج سيدة على مضاربها تتحدث باسمهم، لا تزال العقلية رافضة دعم المشاريع الدولية الحاتمي لحكامة المرأة".
أحد العمد الشباب دخل القاعة وملصقات قميصه الجديد لا زالت عالقة به.. كنا أطفالا نتباهى بلبسنا الجديد في العيد ولا ننزع الملصقات حتى ثالث أيام العيد !.
غالبيتهم يصورون بالوشاح في أروقة القصر وأحاديثهم البينية عن جديد الإدارات في نواكشوط.. قديما كان أثر غبار اللا مركزية يغزو وجوه العمد، عمد اليوم تبدو على وجوههم آثار المدينة وسياراتهم صغيرة؛ لا يتحركون للداخل إلا نادرا.
- محمدي موسى دهاه