تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

d

مستقبل الاتحاد المغاربي يتأرجح بين التعنت الجزائري وتكتلات الساحل الإفريقي

تحل السبت 17 فبراير ذكرى قيام اتحاد المغرب العربي، الذي أصبح اليوم، في ظل استمرار التنافس المغربي الجزائري على الزعامة الإقليمية، مجرد هيكل هامشي، وأمام مستقبل الزوال في ظل انتقال هذا الصراع إلى الساحل الإفريقي.

وفي ظل القطيعة بين المغرب والجزائر، تأتي ذكرى تأسيس الاتحاد المغاربي، في سياق تساؤلات حول مستقبل هذا التكتل الإقليمي، وهل حان الوقت لطيه بشكل نهائي، أم لا يزال أمل التكامل حيا أمام شعوب المنطقة.

تأتي الذكرى أيضا في سياق توجه قوتي المغرب الكبير (المغرب والجزائر) نحو تكتلات أخرى، لعل أبرزها مبادرة الأطلسي المغربية، التي تواصل حصد التأييد والدعم من قبل دولها الأعضاء.

وكان الرئيس الجزائري قد أعلن قبل أيام عن رغبة بلاده في إنشاء منطقة للتبادل الحر مع دول مجاورة، أبرزها مالي والنيجر وموريتانيا.

وتشكل الخطوة الجزائرية، وفق مراقبين، “محاولة جديدة لمعاكسة المغرب، الذي أطلق مبادرة الأطلسي، التي انضمت إليها دول مالي والتشاد والنيجر وبوركينافاسو”.

التنافس في الساحل لا يهدد قيام الاتحاد

وبالنسبة للمحلل السياسي كمال بنيونس، الرئيس السابق لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، فإن “انتقال المغرب والجزائر للبحث عن تكتلات في الساحل الإفريقي أمر لا يهدد استمرار الاتحاد المغاربي”.

وأبرز بنيونس لهسبريس أن الخلاف المغربي الجزائري والمناخ الإقليمي والدولي والأزمة في ليبيا كلها عوامل ساهمت في جمود هذا الاتحاد.

وبين المحلل السياسي التونسي أن “هذا التعثر الذي يعرفه الاتحاد هو بالطبع نسبي نوعا ما، ويمكن حقا تجاوزه مستقبلا، خاصة أن الطموح الكبير لا ينجز دفعة واحدة، بل على مراحل”.

وأوضح أن “كل دول المغرب الكبير لها عمقها الإفريقي الاستراتيجي، وبالتالي هذا الأمر لا يهدد طبعا هذا التكامل الإقليمي المتجذر، الذي هو هيكلي تتعامل أوروبا معه في المنطقة”.

التعنت الجزائري

ويرى محمد نشطاوي، الخبير في العلاقات الدولية، أن حلول ذكرى قيام المغرب الكبير تظهر حقا الفرص الضائعة بين هاته البلدان لبناء اقتصاداتها، والظهور كقوة إقليمية حقيقية أمام العالم”.

وأوضح نشطاوي أن “السبب الأساس في ضياع هاته الفرص هو استمرار التعنت الجزائري، من خلال حرصه على تسييس عمله، وعدم الاستفادة من التجربة الأوروبية التي تجاوزت الخلافات لتبني المستقبل”.

ولفت إلى أن هنالك “نية واضحة لدى النظام الجزائري في العمل على الحد من قدرات المملكة المغربية، من خلال إيواء جبهة إرهابية انفصالية تهدد الوحدة الترابية المغربية”.

وتابع قائلا: “ما نعيشه حاليا هو هدر للفرص والإمكانيات، فالدول المغاربية تخسر الكثير والكثير سنويا، خاصة على مستوى المعاملات التجارية”.

وأكد أن الاتحاد المغاربي أكبر وأهم من المناورات الجزائرية التي تخوضها في الساحل، من خلال إنشاء تحالفات معاكسة لمبادرة الأطلسي.

الاتحاد تحت الريادة المغربية

وقال المحلل السياسي الموريتاني الوالي سيدي هيبة إن “الشعوب المغاربية ترى حاليا أن صراع الزعامة بين الجزائر والمغرب يجب أن ينتهي لصالح الأخير، الذي يتقدم ويزدهر، ويمكنه أن يقود المنطقة إلى الأمام”.

وأضاف سيدي هيبة، في تصريح لهسبريس، أن “الاتحاد المغاربي له فرص مهمة لكي يعود من جديد إلى أرض الواقع، فالمستقبل متوفر تماما، وسيكون مزدهرا في ظل الريادة المغربية”.

وأبرز أن المغرب “يصنع السيارات، وأجزاء الطائرات، وله مؤهلات تتقدم باستمرار، وسيكون من الجيد للدول المغاربية الأخرى أن تستفيد من الرباط وخبرتها”.

وتابع قائلا: “بكل تأكيد فالشعوب مؤمنة بالمستقبل، والروابط التاريخية موجودة وتترسخ بين الأجيال، ويوما ما سيقوم هذا الاتحاد”.

واستطرد “بكل تأكيد لن يقوم الاتحاد في الوقت القريب، فالمتغيرات سريعة، لكن المستقبل يدفعنا إلى النظر في جدية الريادة المغربية في المنطقة، حتى يعود هذا الاتحاد بالفعل إلى الوجود، ويضعنا أمام المنافسة دوليا”.

 حمزة فاوزي- كاتب من المغرب

12:47 - 2024/02/20
12:46 - 2024/02/20

تابعونا

fytw