(قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)
انواكشوط…الحدث الأبرز وتشويش التكفيريين.
مؤسف جدا أن يصل تعصب بعض المشايخ إلى درجة تجعله يخترع ديانة جديدة ما أنزل الله بها من سلطان ثم يرمي الناس باعتناقها والدعوة لها، تكفيرا وفجورا في الخصام؟!!!!
أحترم كثيرا من ينقلون كلام من يخالفهم ثم يجتهدون في نقده و الرد عليه أما من يحرف الكلم عن مواضعه ليرد على نفسه فهو إنسان ضعيف أومريض نفسيبا:.
كم تطلبـــون لنا عيبـا فيعجزكم
و يكره الله ما تأتون والكــرم
أعرف أنه ليس صعبا على بعض المشايخ ممن غرروا ببعض الشباب وأباحوا لهم رفع السلاح على الحكومات المسلمة -ثم تخلوا عنه في منتصف الطريق راضين "بأن يكونوا مع الخوالف” - أن يعودوا لسيرتهم الأولى ومنزلهم الأول؛”التكفير”
كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه ابدا لأول منزلِ.
ولكن كنت أتوقع أن يحترم المشايخ عقول الناس ويناقشوا أهداف المؤتمر الإفريقي وسياقاته التي تختلف عن سياقات قضايا الشرق الأوسط غير أن عمى السياقات فعل فعلته بالقوم مرة أخرى فطفقوا يتحدثون في مواضيع لايفهمونها .
#المختصر_المفيد....لماذا الآن؟.
سؤال طرحه البعض إبان العدوان الآثم على بيت المقدس في السنة الماضية ويطرحه بعضهم الآن بعد الملتقى الدولي الرابع للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم
لماذا الحديث عن العائلة الإبراهيمية مع أنها لم تكن من ضمن محاور المؤتمر ولم يعرج عليها البيان الختامي؟
هو فعلا سؤال جوهري و وارد جدا....لماذا الحديث عن العائلة الإبراهيمية في هذا الظرف مع أن المصطلح موجود منذ سنة 2017؟
ولما التلبيس على الناس والحديث عن الدين الإبراهيمي الجديد الذي لاوجود له في حديث الشيخ عبدالله بن بيه حفظه الله وهنا أتحدى من يجد أي حديث للشيخ عن دين جديد إبراهيميا كان أو غيره؟ وهل يعقل ذلك من أبسط مسلم له نصيب من العلم أحرى من عالم نذر نفسه وعرضه للدفاع عن مصالح المسلمين في عصر معقد كعصرنا.
الجواب بسيط :إنه التشويش على صناعة الحدث الفكري الذي جمع مئات العلماء من المسلمين من مختلف أنحاء القارة على دعوة السلم التي دعا لها شيخنا العلامة المجدد الشيخ عبد الله بن بيه حفظه الله.
فبدلا من شكر 🙏🏼 شيخنا العلامة عبد الله بن بيه الذي جعل من العاصمة انواكشوط عاصمة للعلم والسلم الإفريقي؛ عاصمة للحوارات والمصالحات؛ بحث دعاة التكفير والفتنة عن قضية يشوشون بها على المؤتمر الإفريقي فاجتروا حديثهم عن الديانة الإبراهيمية الجديدة التي لم نسمع بها إلا عندهم.
إن فرية الدين الإبراهيمي التي لاتنطلي على عاقل -ولن تجدوا حديثا عنها إلا في تصريحات القوم وقنواتهم ومواعظ بعض التكفيريين الذين يسوقونها للعامة -هي فرية أصبحت متجاوزة وهي كما يقول المثل الحساني (كذبة واكفة) أما مسألة العائلة الإبراهيمية فحديث شيخنا حفظه الله عنها كان قبل سنوات عدة وفي سياق آخر قبل الاعتداء على المسجد الأقصى في السنة الماضية وقبل الحرب الهمجية على إخوتنا في غزة.
لقد كان الحديث عن العائلة في سياق آخر كان من أبرز عنوان ذلك السياق حينها "شتم المقدس" حين كانت هناك رسوم مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم وكان رأي الشيخ أن (شتم المقدس لايمكن أن يصنف في خانة حرية التعبير وفعلا تحالف مع رجال دين يؤمنون بالسلام وبالقيم الإنسانية المشتركة.)
وكان من ثمرات ذلك الحراك الفكري للعائلة إعلان المحكمة الأروبية لحقوق الإنسان في كتوبر سنة 2018 (أن الإساءة لمحمد صلى الله عليه وسلم لاتندرج في إطار حرية التعبير.)
إذا بالمختصر المفيد: لاجديد في تصور الشيخ لهذا المفهوم ولكن الذي جد أن بعضهم قرر أن يستغل لحظة العدوان الإسرائيلي الآثم على المسجد الأقصى وغزة في إطار المناكفات الإيديولوجية والصراع مع المنتدى الذي يرأسه الشيخ ليصور للناس أن العائلة الإبراهيمية تعني التحالف مع المحتل وهذا كذب وافتراء وتحريف وإن كانوا قد نجحوا للأسف في التشويش على بعض العوام فإنهم فشلوا في خداع النخب العلمية و الفكرية لأن بحثهم عن الحق وتجردهم له يجعلهم لاينكرون الحق إذا عرفوه.
بل إن أغلب من يوصفون عادة بالفكر والعقل و الرأي من المحسوبين على بعض الجماعات قد نأوا بأنفسهم عن هذا الاستغلال الفج والمكشوف لأولي الأبصار منذ الوهلة الأولى .
وحتى العوام سيدركون لاحقا أنهم لدغوا من نفس الجحر مرة أخرى ووقعوا ضحية للتضليل.
إذن دعونا نرتقي بنقاشنا واختلافنا عن اختلاق القصص وتحريف المفاهيم لخدمة أجنداتنا الخاصة
يقول صلى الله عليه وسلم :(عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ البر يهدي إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا).
ومن قواعد البحث والمناظرة عند علماء المسلمين:(إن كنت ناقلاً فالصحة، أو مدعياً فالدليل)..
عندما أطلق العلامة المجدد الشيخ عبد الله بن بيه حفظه الله مفهوم "العائلة الإبراهيمية" أول مرة صمتت الجماعة مدة طويلة دون أن تعلق على هذا المفهوم ثم بدا لهم من بعد ذلك أن يقوموا بتحريفه والتشنيع عليه من خلال اللعب على عواطف الناس وتحريف المفهوم في آذانهم وجعله مفهوما تكفيريا بينما الحقيقة التي لا لبس فيها أنه لاعلاقة لهذا المفهوم بالاعتقاد وفعلا صدرت التعليمات لبعض شخصياتهم
لإثارة الموضوع في الصفحات الاجتماعية مع التركيز على تعريف "الحامل" المدعي الذي هو الجماعة وتجاهل تعريف المدعى عليه.
وهكذا بدأت عصبة الإفك في التحرك وخاض في هذا الإفك وهذا التحريف أشخاص طيبون أغلبهم من العوام وبعضهم من أهل العلم حملهم التسرع أو الغيرة على دينهم على الخوض في أمر لم يتبينوا صحته ولا أقول لنفسي ولهم إلا ما قاله ربنا سبحانه وتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ) هنيئا لكم بعاطفتكم الدينة ولكن كان عليكم أن تتثبتوا وتتبينوا قبل الخوض في أمر لم تحيطوا به خبرا امتثالا لقول الله سبحانه:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
إن المفهوم الذي تتحدثون عنه و تنتقدونه هو مفهوم الجماعة الذي تصورته في أذهانها وصورته للناس إفكا وإثما في إطار المناكفات السياسية والإيديولوجية التي تبيح لها كل المحظورات ولاعلاقة له إطلاقا بواضع المصلح فتبينوا وتثبتوا.
أما عصبة الإفك فأنا على يقين بأنهم على علم تام بما سأقوله وأنهم في قرارة أنفسهم يدركون بأن هذا المصطلح لاعلاقة له بدين جديد كمايدعون (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا) وحسبنا منهم أنه عند الله تجتمع الخصوم.
ولكن تنويرا للرأي العام أرى أن أبسط وأبسط الكلام حول هذا المصطلح بل وأضع النقاط على هامات الحروف( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة ) وليكفر من كفر عن بينة أو ليتوب إلى الله من تكفيره للمسلمين.
لقد أكد شيخنا العلامة المجدد منذ أول يوم أن المقصود بالعائلة الإبراهيمية هو علاقة النسب التي تربط بين الأنبياء الثلاثة عليهم السلام (موسى وعيسى وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم) فهذه العلاقة حرية بأن تكون مشتركا للنقاش والتعاون في المعروف بين دعاة السلام من أتباع الأديان فالأنبياء الذين نؤمن بهم -مع خصوصية الحقيقة الإيمانية لكل منا- ينتسبون إلى إبراهيم عليه السلام وهذا المفهوم هو بحث عن مشترك بين الباحثين عن السلام من أتباع هذه الأديان كما أكد الشيخ أن الإيمان المطلق بالدين لاينافي الاعتراف بالاختلاف.
إذن فالانتساب لإبراهيم هو من قبيل الانتساب لآدم عليه السلام عندما يكون حديثنا عن العائلة الإنسانية؟
فلا معنى إذا لاستشهاد بعضهم بقوله تعالى: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
وهل يقول بذلك أو بدين جيد إلا من كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
فلم تكفرون الناس؟ ...أوما شبعتم تكفيرا واستباحة للدماء المعصومة؟ وشقا لصف المسلمين؟
(وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا).
كذلك يستشهد بعضهم بقوله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ) هذا تحصيل حاصل ولايوجد مسلم يشك في ذلك، ومن شك فيه فقد كفر أيضا بما أنزل على محمد فالدين الحق هو الإسلام قطعا ولكن قد يطلق الدين لغة ومجازا ويراد به غير الإسلام والقرآن الكريم سمى ما كانت عليه قريش من الوثنية دينا ( لكم دينكم ولي دين).
وهنا يمكن أن نسأل هل البحث عن مشتركات مع الآخرهو كفرعندكم ؟
إذن عودوا إلى علمائكم ومنهم الشيخ يوسف القرضاوي الذي تحدث عن المشتركات بين "الأديان السماوية" حسب وصفه وبين أن الإسلام ينظر إلى اليهود كأهل كتاب سماوي رغم التحريف الذي حصلا فالتوراة تبقى كتابا سماويا وفي إحدى خرجاته أكد أن (الإسلام ينظر إلى اليهود باعتبارهم أهل كتاب سماوي؛ هم مع النصارى ولهم أحكام خاصة في الإسلام "دون غيرهم" من الناس فلهم حق المؤاكلة نأكل من ذبائحهم ونتزوج من نسائهم).ولكم أن تقفوا مع قوله : دون غيرهم.
وعليه فلايمكن أن ينكر الحديث عن المشتركات بين البشر من حيث هم بشر أو بين أديان العائلة الإبراهيمية أو "السماوية" كما تسمونها إلا مكابر أو جاهل.
فهناك مشتركات بين البشر من حيث هم بشر وهناك مشترك أكبر بين المؤمنين بوجود إله ومشترك أكبر من ذلك بين الموحدين والمؤمنين بالأنبياء عليهم السلام، وهناك مشتركات بين أبناء العائلة الإبراهيمية لا ينكرها إلا مكابر أو جاهل وفي تاريخ المسلمين شواهد كثيرة على ذلك منها ماورد في تفسير الطبري أنه عندما هزم الفرس الروم وهم أهل كتاب وبلغ ذلك النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم بمكة، شقَّ ذلك عليهم، وكان النبيّ صلى الله عليه وسلم يكره أن يظهر الأميُّون من المجوس على أهل الكتاب من الروم، ففرح الكفار بمكة وشمتوا، فلقوا أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إنكم أهل الكتاب، والنصارى أهل كتاب، ونحن أمِّيُّون، وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من أهل الكتاب، وإنكم إن قاتلتمونا لنظهرنّ عليكم، فأنـزل الله ( الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ...).
فاتقوا الله في أنفسكم وإياكم وتكفير الناس دون بينة.
00:43 - 2024/01/23
00:43 - 2024/01/23