
"حروب المثقفين" / ناجى العلي ومحمود درويش.
خاض المثقفون ويخوضون حروبا مختلفة ومنها حروب ضد بعضهم البعض فيها القتل وأحيانا الغدر تذكرت ذلك هذه الأيام بمناسبة فتح ملف اغتيال ناجي العلى في بريطانيا و اتهام بعضهم لمحمود درويش بالتحريض على اغتياله ردا على التعريض به في رسم كاريكاتو ري يحمل عنوانا لافتا : محمود درويش خيبتنا الاخيرة !!!يحتج على دعوته الى لقاء بين أدباء فلسطينيين وصهاينة بعد أن أصبح عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينة وقتها .
سياسيا وقف ناجى العلي على اليسار وعلى اليمين وقف محمود درويش ، كان محمود يردد أنه لا يقوى على حمل مسدس بينما كان ناجى عاشقا للسلاح ،حالما بحرب التحرير الشعبية ، هو الذي تألم عندما غزا الصهاينة الجنوب اللبناني ووضعوه الى جانب آخرين تجاوزوا الخمسين عمرا باعتبارهم غير خطرين على الغزاة ...
شاعر متهم بالضلوع في اغتيال رسام وقبل ذلك بسنوات طويلة اتهم الطبيب الأندلسي ابن زهر بدس السم في طعام الفيلسوف ابن باجة الذى قضى اغتيالا هو أيضا وهناك أمثلة كثيرة أخرى ....
دامت حروب المثقفين التى قد تكون أطول الحروب في التاريخ والتى لا تستعمل فيها الريشة والقلم والعدسة فقط وانما السم والرصاصة المكتوم صوتها أيضا .ويبدو انه ليس من السهل أن تكون مثقفا ، اذ يتطلب الأمر أن تكون أيضا وربما أولا وقبل كل شئ مقاتلا.
☆ أكاديمي تونسي