بسم الله الرحمان الرحيم
الموضوع : بيان إستقالة
إلى سيادة رئيس مبادرة " مخلصون " المحترم
قال تعال :
( إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) [ هود / 88 ]
من المفاهيم الديمقراطية المعروفة في القاموس السياسي
أن السياسة مواقف وليست عواطف ، وأن الخلاف فيها لا يفسد للود قضية ،كما أن من الحنكة السياسية تقييم تلك المواقف السابقة والتمعن فيها وضرورة إتخاذ قرارات مناسبة لتغييرها إلى الأحسن .
وبعد دراسة معمقة للساحة السياسية المحلية قررت الإستقالة من مبادرة " مخلصون " التي إنطلقت أنشطتها بشكل رسمي في مدينة إنواذيبو قبل أن تتوسع أنشطتها وتنتقل إلى مقاطعة "جكني " وقد شرفني أنذاك رئيسها المهندس إدومو ولد عبدي ولد إجيد بمسؤولية الإعلام فيها .
وكانت هذه المبادرة هي النواة الأولى لإبراز قوة هذه الجماعة السياسية على المستوى الوطني ، من خلال الوجوه السياسية البارزة التي إقتنعت بها منذ الوهلة الأولى ، وهي التي من خلالها حققت الجماعة على مكاسب سياسية مهمة لعل من أبرزها التعيين المستحق لرئيسها المهندس إدوم ولد عبدي ولد إجيد الذي يعتبر هو الآخر من أبرز الشخصيات الوطنية المخلصة التي خدمت البلاد في أحلك الظروف من خلال مساهماته الفكرية والسياسية والتوعوية الشاهدة على ذالك .
وتجدر الإشارة إلى أني كنت دائما رهن الإشارة لأي نشاط سياسي يقتضي مني الحضور تلبية لدعوة سيادة رئييس المبادرة المهندس إدومو ولد عبدي ولد إجيد ،وكنت لا أدخر أي جهد في إنجاح ذالك النشاط السياسي في المواسم السياسية السابقة خدمة لمقاطعتنا العتيقة ، والتي هي الأخرى لها إسهاماتها الإقتصادية الكبرى في الدورة الإقتصادية للبلاد من خلال مخزونيها الزراعي والرعوي .....
وكذا إسهامات أبنائها البررة في البناء الوطني منذ تأسيس الدولة الموريتانية وحتى الآن .
ومن هذا المنبر أؤكد أني قد لعبت دورا أساسيا في تلك الأنشطة السياسية التي كنا نقوم بها معا مع حلفائنا السياسيين الآخرين ، فكنت من مهندسي كافة الأنشطة الداعمة لهذا التوجه ، كما أني دافعت في وسائل التواصل الإجتماعي عن مواقفي إتجاه هذه الجماعة والتي بينت تلك المواقف عن مدى وفائي وصدقي في أي موقف إتخذته تلبية لنداء الضمير .
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أعرب عن مدى إمتناني وسعادتي بتلك العلاقات الطيبة التي ربطتني بأولائك الشركاء السياسيين في المنطقة ، كما أشيد بالجو الديمقراطي الذي طبع الحملات الإنتخابية السابقة والذي برهن على أن كافة الأطياف السياسية في المقاطعة قادرة على خلق وعي سياسي متزن يخدم من خلاله أبناء المقاطعة وطنهم بكل صدق وإخلاص.
ومن هذا المنطلق لا يسعني إلا أن أعرب عن تشكراتي الخالصة لرئيس المبادرة أستاذي ومرشدي المهندس إدوم ولد عبدي ولد إجيد ، فقد كان بالنسبة الأب والمرشد السياسي المحنك والذي يعتبر مثالا يحتذى به في الأخلاق والقيم النبيلة ، فقد إستفدت منه كثيرا في كافة المجالات نتيجة لتجربته الكبيرة في الحياة السياسية بشكل عام .
كما أؤكد له وللجميع ان هذه الإستقالة لا تؤثر أبدا على العلاقات الأخوية الضاربة في التاريخ ، بل يعتبر موقف سياسي فقط لا يؤثر على تلك الروابط ، سنبقى إخوة كما كنا ، فالمواقف السياسية المسؤولة لا يمكنها ان تكون مصدر هدم لروابط تاريخية قديمة بين مجتمعات معينة .
وفي الأخير تقبلوا مني فائق التقدير والاحترام .
قال تعالى : ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) [التوبة:105] صدق الله العظيم
أخوكم : شيخنا ولد إجيرب
مسؤول الإعلام في مبادرة "مخلصون"
بتاريخ :22/03/2025
