"اللغز المعمى"
قصيدة بجلني بها أستاذي معالي الوزير الأديب الشاعر عبد الله السالم ولد المعلى بجله الله، ومتعه بالصحة والعافية، أتتني وما أود أن لي بها حمر النعم:
سلام على اللغز المعمى أخي الوسم :: بحرف لنا أغناه عن صفة واسم
وأعطاه معنى الرمز حبا وشهرة :: كفته عن الحد المعرِّف والرسم
وغطى عليه بالخفاء ظهوره :: ودلت على أسراره شهرة الكتم
على من يرانا هو من حيث لا نرى :: ولم ندر عنه في مكان ولا رقم
فشهرته عنه أكلت عيوننا :: فلم نستبن حتى لجأنا إلى الوهم
فلا غرو أن يعمي عن الشمس ضوؤها :: ولا غرو أن يبدو سناها على النجم
ولا عجب للدر يخفى ببحره :: ويعلو على أثباجه الزبد المَرمي
ولا عجب من ليلة القدر تختفي :: وتظهر ليلاتُ السفاهة والشؤم
ويخفي أبا العباس في الناس قربه :: وما نال من حكم وأوتي من علم
فيا أيها الحرف الذي الهمس جهره :: يشير إلى معناته اللفظ بالسهم
تناءيت عن سوق البهاليل نجعة :: وكنت قريبا من نوادي أولي الحزم
نشرت لنا أجداث موروث قومنا :: بما فيه من حرب وما فيه من سلم
ومن قيم مثلى ومن قصص به :: إلى غرس ما للقوم من قيم ترمي
بأسلوبك السهل المنيع أريتنا :: سياقا ينيف النثر فيه على النظم
تثير القضايا بغية البحث حولها :: ومالك إلا منهج البحث من حلم
فكم نمت فيها ملء عينيك تاركا :: بها الخصم يعدو كيف شاء على الخصم
على دربك الميمون فامض مباركا :: ولا يستعدك الفت في عضد العزم
وخل مجالات التطارح رحبة :: فما في مجالات التطارح من حسم
كامل الود