الموقف الأميركي إزاء الأحداث، بعد أن فشل في ثني القوات المسلحة اليمنية عن التوقّف عن منع مرور السفن المتجهة نحو الموانئ المحتلة، بخاصة بعد أن شنّ الأميركي والبريطاني عملية عسكرية ضد اليمن. ومن جهتها، قالت مصادر عسكرية في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن «أعمال القرصنة البحرية التي تقوم بها البحرية الأميركية في البحر الأحمر بحق السفن التجارية، تأتي في إطار استعدادات أميركية لتفجير الوضع في البحر الأحمر وتحويل خطوط التجارة الدولية إلى ساحة حرب مفتوحة، غير مكترثة بمصالح العالم». وأشارت إلى أن «كل الخطوات الأميركية والبريطانية صارت مرصودة مسبقاً من قبل القوات المسلحة اليمنية، وسوف يتم إحباط أي محاولات لإنزال عسكري جوي أو بحري على امتداد السواحل الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء».
وذكرت مصادر مطلعة في الحديدة، بدورها، لـ«الأخبار»، أنّ «الطيران التجسّسي الأميركي يحلّق بين مدّة وأخرى على علوّ مرتفع جنوب البحر الأحمر، كما حلّقت طائرات من نوع أف 16، السبت، على علوّ منخفض في حالة استعراض بالقرب من سواحل مدينة الحديدة، متعمدة استفزاز قوات صنعاء». ويأتي ذلك في ظل توقّعات بقيام البحرية الأميركية بإنزال عسكري لإخراج السفينة الإسرائيلية «غالاكسي ليدر»، من سواحل الحديدة، إلّا أنّ هذا السيناريو الذي جاء ذكره في القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن، والذي خوّل الدول المتضرّرة من إجراءات صنعاء في البحر الأحمر، حقّ استخدام القوة لحماية سفنها في الممر الملاحي الدولي، سيكون مرتفع الثمن وقد يتسبّب في تدمير السفينة وإغراقها في البحر. وكانت وزارة الخارجية الفيليبينية قد أكدت، أواخر الأسبوع الماضي، أنّ أوضاع أفراد طاقم السفينة في اليمن جيدة، بعد التواصل مع صنعاء بشأنهم. وعلى أي حال، فإن التحرّكات الأميركية الأخيرة في البحر الأحمر تقود نحو معركة بحرية مباشرة مع القوات اليمنية البحرية والجوية، ولا سيما أنّ هناك مؤشرات إلى قيام البحرية الأميركية بإعاقة دخول السفن إلى ميناء الحديدة، فضلاً عن أنّ إغلاق ذلك البحر سوف يتسبّب في أضرار مباشرة لقناة السويس. وفي إطار احتدام الصراع بين الصين وروسيا من جهة وأميركا من جهة أخرى، لا يستبعد الخبير النفطي اليمني، عبد الغني جغمان، أن يكون من أهداف هذا الإجراء الأميركي الذي يعرّض مصالح العالم للخطر من أجل مصلحة إسرائيل، استهداف الإمدادات النفطية الروسية، وكذلك إعاقة وصول الشحنات التجارية الصينية. ويقول جغمان، في منشور على منصة «إكس»، إن إغلاق تحالف «حارس الازدهار» البحر الأحمر، سوف يحول دون بيع روسيا النفط لشرق آسيا، بعد إغلاق الأسواق الأوروبية وخطوط الأنابيب أمامها بسبب الحرب الأوكرانية، وارتفاع حاجتها للتصدير عبر البحر الأحمر، ما يسبّب أضراراً للاقتصادَين الصيني والروسي.
00:47 - 2024/01/15
00:47 - 2024/01/15