استغرب بعض المتابعين، ان تقوم سفيرة المملكة الاسبانية بانواكشوط بفرش السجاد الاحمر للشيخة العزة بنت الشيخ آياه بوصفها احدى الضيوف التي لاتمثل الجهات الرسمية؛ وهذا صحيح؛ لكنها وجيهة من صفوة المجتمع ونخبته؛ فالعزة بنت الشيخ آياه ولد الطالب بوي ولد الشيخ سعدبوه؛ إحدى القامات الدينية والروحية في المجتمع الحساني والغرب الافريقي ومشيختها تعد من ابرز المشيخات الدينية القليلة؛ في موريتانيا التي لديها مريدون في جميع دول المنطقة من حولنا؛ وهي تنافس اكبر مشيخات المنطقة الغرب افريقية وتتميز بموسم سنوي يؤمه مئات الآلاف( موسم النمجاط الديني)، وفي الوقت الذي تحتفي بها سفارة دولة اجنبية وترحب بها بهذا المستوى؛ يسلط بعض ادعياء النخبوية في موريتانيا ألسنتهم لنهش عرض اسرة خلافة مشيخة آل الشيخ سعد بوه بالسب والتطاول والاتهام الذي ليس له اساس.. ومن الغريب ان ادعياء النخبوية والوطنية ممن يزعمون الغيرة على الوطن وهم يطلقون هذه التهم لم يحترموا مؤسسات الوطن المخولة بالاتهام بل لعلهم شككوا فيها ومنهم من طعن في نزاهة بعض المؤسسات الامنية.
ولم يمتلك اي من فرسان التواصل الاجتماعي الجرأة على تحرير بلاغ الى الجهات القضائية او اعوان القضاء بحدوث عمليات اجرامية كتهريب المخدرات او غسيل الاموال او غيرها من الاتهامات التي تم الترويج لها عبر الشبكة العنكبوتية كما راينا..وهو الشيء الذي يختصر تشويش على الراي من اجل زعزة ثقته في مؤسسات الدولة وضرب مصداقيتها من خلال اتهامه لها بالتغاضي عن هذه الجرائم ووصفها بانها شريكة في ذلك، وكذلك التشكيك في المؤسسات الدينية كالمشيخات وهنا استحضر في هذه المشهد بيت الشعر العربي القديم:
(اذا كان رب البيت للدف ضاربا فشيمة اهل البيت الرقص)
فاذا كانت الدولة والمؤسسات الدينية يشتركان في الاجرام فمعناه ان المجتمع مجتمع للاسف مجتمع اجرام بامتياز هكذا يريدون التسويق.
ان هذا الملف او ما بات يعرف بقضية اهل الشيخ آياه وولد ودادي يجسد حجم المؤامرة على السلطة والشعب الموريتاني.. فالسلطة من خلال ضرب مصداقية مؤسساتها والمجتمع في دينه لان مفهومنا لدين مجتمعنا ان عقيدتنا اشعرية ومذهبنا مالكي و طريقتنا طريقة الجنيد السالك..
السؤال الذي يطرح نفسه هو معرفة الجهات التي تقف ضد هذه المؤامرة والمؤامرات التي سبقتها ضد وطننا الغالي. وقد يستغرب البعض كلمة المؤامرة وقد يسخر منها، ويستخف بها آخرون. ولتقريب الفكرة والصورة احيلكم الى تقرير للتلفزيون العربي حول الحروب التي تشن على الدول والشعوب عبر شبكات وسائل التواصل الاجتماعي وسعيا لخلق راي عام وتجييشه ضد جهة ما.
وقبل ان انهي اسأل عبد الرحمن ولد ودادي لماذا لم يقدم اولا بلاغا للجهات القضائية او لأعوان القضاء بحدوث التهريب الذي تحدث عنه؛ واطلاعهم على ما لديه من معلومات في هذا الشأن..
اما السؤال الثاني فهو موجه له هو شخصيا و للجمهور الذي يتبنى اتهام اسرة اهل الشيخ آياه بتشكيل عصابة اجرامية لماذا لم يهربوا او يتصرفوا مع من يشكل خطرا عليهم باسلوب العصابات؛ ماداموا فعلا عصابة اجرامية او شبكة تهريب؛ كما تملي ذلك القواعد التي تحكم شبكات تهريب المخدرات..؟
بقلم محفوظ الجيلاني