لا شك أننا جميعا حين نستمع إلى تطاول البعض على معالي الوزير محمد أحمد ولد محمد الأمين، نتذكر قول أبي العلاء المعري في لاميته المشهورة:
إذا عير الطائي بالبخل مادر *** وعير قسا بالفهاهة باقل
وقال السهى للشمس أنت ضئيلة *** وقال الدجى يا صبح لونك حائل
تماما كما نتذكر المثل القائل "رمتني بدائها وانسلت" وكما يقول المثل الحساني "عيبيها ابعيبك تغلبيها"
لم يجد هؤلاء في معالي الوزير ما يستطيعون قدحه به، فهو الرجل الحكيم صاحب الخبرة الدبلوماسية العالية ومهندس عملية الهدوء السياسي، الذي تنعم به بلادنا، و الذراع اليمنى لرئيس الجمهورية، المزكى من طرفه، وهو صاحب الأخلاق الرفيعة والانفتاح التام على جميع الأطياف والفرقاء السياسيين، والمواطنين العاديين وكافة طبقات المجتمع، وقد كفاه فخرا أنه استطاع بحكمته العقلية وحنكته السياسية تسيير الحوار مع كافة فرقاء الطيف السياسي، حيث اتفقوا جميعا -معارضة وموالاة- على حسن إدارته لجميع الحوارات السياسية التي أفضت إلى جو الهدوء والاستقرار تهيئة لعملية بناء الوطن، طبقا لبرنامج الجهاز التنفيذي دون مشاغبة أو فوضي.
غير أن وضعيتهم ، بقيت مختلفة تماما ونشازا عن بقية الطيف السياسي.
لقد تعودوا على العيش في أجواء الاحتقان والصراعات والفوضي، التي دائما يلد من رحمها المتطرفون ودعاة الفتن ويتغذىون عليها، في مرحلة النظام السابق، الذي كان يتخذ من أجواء الاحتقان ملاذا للتستر وإخفاء ممارساته المنافية للتقدم والازدهار، متلاعبا بمصالح البلاد والعباد.
إن ممارسة عمليات الابتزاز عن طريق خلق الصراعات وتوتير الأجواء التي يعتمدها دعاة الفرقة لم تعد مجدية مع نظام يسعى إلى طمأنة المواطنين وترسيخ أجواء الهدوء والسكينة في نفوس الجميع وزرع ثقافة المواطنة كبديل لاغنى عنه عن الشرائحية والتطرف.
ولذا فقد وجد أصحاب الرؤية الشمولية والوطنيين من أبناء كافة الشرائح، التشجيع المطلوب والمكانة اللائقة وبقي المتطرفون خارج الدائرة بسبب ممارساتهم الطائشة وأساليبهم المنافية لقيم الدولة والجمهورية.
إن العنف لن يمنحهم سوى المزيد من الجنون والتهور.
كما أنه لن يضر معالي الوزير محمد أحمد ولد محمد الأمين، فالشعب الموريتاني قد عرف الرجل مرتين في وزارة الداخلية ، نجح في كل منهما في الإشراف على حوارات ناجحة وبأعصاب هادئة ورزانة تامة ووطنية مطلقة، وقد عرف كل الفرقاء السياسيين ذلك جيدا، وتأكدوا من حكمة ووطنية معالي الوزير محمد أحمد ولد محمد الأمين، تبقى متغلبة على تهور وأنانية كل متطرف على أديم هذه الأرض.