استهل هذه الباكورة الصباحية بنسيمها العليل المنعش والهادئ، حيث يحلو لي في مثل سويعاتها التدوين عن بعض مسائل الدين موليا ظهري للتدوين الدنيوي وموجها وجهتي قبل قبلة أخرى، مستلهما قوله تعالى: (ربنا آتنا في الدنيا وفي الآخرة حسنة... الآية والإنسان حقيقة إنما يتأرجح بين أمرين أمر الدنيا و أمر الآخرة..
محاولا تسليط الضوء في هذا الإيجاز على موضوع ذي أهمية كبرى، بالنسبة لنا كمؤمنين، فمنا من قد لا يعلم عن تلك العوالم الشيء الكثير.. من هم المَلَائِكَةُ؟ وما اسماؤهم؟ وكيف هم يموتون..؟
لذا قلت : هم خلقٌ خلقهم الله من نور، وهم مربوبون مسخّرون عباد مُكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون لا يوصفون بالذكورة ولا الأنوثة لا يأكلون ولا يشربون ولا يملّون ولا يتعبون ولا يعلم عددهم إلا الله.
وهم الكرام وهي، وهم السفرة، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون.
وأما أسماؤهم التي وردت في الآثار الصحيحة، لا نعرف منها إلا القليل، من خلال الآيات والأحاديث التي ورد فيها أسماء بعض الملائكة وهي توقيفية كالآتي :
1- جبريل وميكائيل: قال تعالى: (قل من كان عدوًّا لجبريل فإنَّه نزله على قلبك بإذن الله مصدّقًا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين ) وقوله تعالى أيضا: (من كان عدوًّا لله وملائكته ورسله وجبريل وَمِيكَالَ فإنَّ الله عدوٌّ للكافرين)
2- إسرافيل: ومن الملائكة: إسرافيل الذي ينفخ في الصور.
وجبريل وميكائيل وإسرافيل هم الذين كان يذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم في دعائه عندما يستفتح صلاته من الليل: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم).
3- مالك: ومنهم: مالك خازن النار: (ونادوا يا مالك ليقض علينا ربُّك قال إنَّكم مَّاكثون)
4- رضوان: قال ابن كثير: "وخازن الجنّة ملك يقال له: رضوان، جاء مصرحًا به في بعض الأحاديث".
5- منكر ونكير: ومن الملائكة الذين سماهم الرسول صلى الله عليه وسلم: منكر ونكير، وقد استفاض في الأحاديث ذكرهما في سؤال القبر.
6- هاروت وماروت: ومنهم ملكان سماهما الله باسمي: (هاروت وماروت) قال تعالى: (وما كفر سليمان ولكنَّ الشَّياطين كفروا يعلمون النَّاس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحدٍ حتَّى يقولا إنَّما نحن فتنةٌ فلا تكفر)
7- عزرائيل: وقد جاء في بعض الآثار تسمية ملك الموت باسم: عزرائيل، ولا وجود لهذا الاسم في القرآن، ولا في الأحاديث الصحيحة.
8- رقيب وعتيد: يذكر بعض العلماء أن من الملائكة من اسمه: رقيب وعتيد، استدلالًا بقوله تعالى: (إذ يتلقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عن اليمين وعن الشمال قعيدٌ مَّا يلفظ من قولٍ إلاَّ لديه رقيب عتيدٌ)
وما ذكروه بشأنهما غير صحيح، فالرقيب والعتيد هنا وصفان للملكينِ اللذين يسجلان أعمال العباد.
ومعنى رقيب وعتيد أي: ملكان حاضران شاهدان لا يغيبان عن العبد وليس المراد أنهما اسمان للملكين.
فالملائكة يموتون كما يموت غيرهم من الأحياء، ويدل لذلك كما قال القرطبي وابن حجر عند قول الله تعالى: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) وقال المناوي في "فيض القدير": وأما الملائكة فيموتون بالنص والإجماع ويتولى قبض أرواحهم ملك الموت، ويموت ملك الموت بلا ملك الموت
ومن يريد الإستزادة أحيله إلى ما نقل في كتاب ابن الجوزي البكري (بستان الواعظين و رياض السامعين) فقد أجاد وأفاد فيه.