J'écris, donc j'existe.
إن خير الكلام كلام الله عز وجل ، وأصدق الحديث حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وقد دعانا الله تعالى في كتابه العظيم إلى الإنفاق في سبيله ، والبذل والعطاء من خيره ونيله ، والاقتداء بسنة رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم ، فقال تعالى :
يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون ).
وقال جل شأنه : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تُنفقوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ الله بهِ عَلِيمٌ (٢).
وقال رسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم : إنَّ الله تعالى جوادٌ يُحبُّ الجود ، ويُحبُّ معالى الأخلاق ، ويكره سفسافها (۳).
فالكرم والجود من مكارم الأخلاق ، ومن أفضل الصفات على الإطلاق ، أوصى الله بها نبيه العظيم ، وحثنا عليها في كتابه الكريم ، وجعلها من دلائل الإيمان ، وشرفها بالذكر في القرآن ، ومنها جاء الإكرام والتكريم فى كل أمر جليل عظيم .
وهي ( من صفات عباد الرحمن ) ، الذين بشرهم ربهم بالرحمة والغفران ، وخصهم بأرفع الدرجات ، ووعدهم بالخلد في الجنات .. وهي أيضا من الأخلاق العريقة القديمة التي عرفها منذ الأزل أصحاب النفوس العظيمة ، فأكبدوها في تعاملاتهم ، ومدحوا بها ساداتهم ،
وجعلوها دليل الرفعة والفخار ، وغاية المجد والفخار ، لما فيها من الإيثار ، وعلو المهمم و الأقدار ، وجعلوه نقيض اللؤم والشنار، وفي فقدها كل مذة وعار.
وحينما جاء الإسلام أضفى على الكرم معايير جديدة ، ووجهه نحو مقاصد سامية سديدة ، ونواح عظيمة رشيدة ، فاتجه به إلى القيم الروحية ، والمعاني الدينية ، فلم يعد الباذل يرجو الفخر والثناء من
الورى ، وإنما غايته الثواب والجزاء في الآخرة .
فبرأ الكرم من أدران الرياء والنفاق ، واتجه إلى الله به في كل بذل أو إنفاق ، فحقق المسلمون أعظم الأمجاد ، وبنوا صرح الحضارة شامخاً للعباد ، يقوم على الأخلاق النبيلة ، والقيم الرفيعة الجليلة.
واختم مقالتي المتواضعة هذه قائلا : ان مكارم الأخلاق من الأسس القوية والدعائم الشديدة الفتية ، التي بها ترتفع العزائم والهمم ، وتقوى الشعوب والأم .
طاب يومكم مع قراءة ممتعة.
(1) الآية (٢٥٤) : سورة البقرة . (۲) الآية (۹۲) ) : سورة آل عمران .
(۳) أخرجه أبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان وهو صحيح انظر صحيح الجامع.