تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

d

تأملات مع الذات بعنوان: دور المثقف في بناء المجتمع.

J'écris, donc j'existe.

باستقراء التاريخ فإنا نجد أن الأمم في حركتها الحضارية صعودا ونزولا وانهيارا، لا تحركها الجماهير والعامة، بل تقودها نخب سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وعلمية؛ إما نحو النهضة والتقدم وتحقيق أهدافها، وإما نحو الانهيار والسقوط في التخلف.
يرى الجابري « أن المثقف في جوهره ناقد اجتماعي. إنه الشخص الذي همه أن يحدد ويحلل ويعمل، من خلال ذلك، على المساهمة في تجاوز العوائق التي تقف أمام بلوغ نظام اجتماعي أفضل ونظام أكثر إنسانية وأكثر عقلانية".
ويميز أنتونيو غرامشي بين صنفين من المثقفين، هما المثقف التقليدي، أي الذي تكون ثقافته متوارثة عبر الأجيال، مثل الأطباء، والمهندسين والفنانين، وغيرهم أي أنهم يمتلكون أيديولوجية متوارثة من جيل إلى آخر.والمثقف العضوي.
وبحسب غرامشي " هو ذلك المثقف الذي يمتلك قدرة فعالة في مواجهة أزمات معينة ووضع الحلول لها من خلال دراسة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، والسياسية والمثقف العضوي هو الذي يؤثر في توجيهات المجتمع بشكل إيجابي، أي بشكل موضوعي يقع الفائدة، وليس الضرر على أفراد مجتمعه اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا " .  ويختم بقوله « المثقف الذي لا يتحسس آلام و أوجاع أمته لا يستحق هذه التسمية » .

ختاما، نرى أننا بحاجة إلى مميزات ونزاهة وضمير المثقف العضوي في مجتمعاتنا التي تعاني من تخاذل مثقفيها مع قضاياها المصيرية، وإلا تساوى المثقف مع العوام، لأنه باختصار شديد يبحث عن مصالحه ومطامعه الشخصية من خلال ادعاء الثقافة على حساب السواد الأعظم من أفراد المجتمع.
 فالمثقف الحقيقي هو الذي ينحاز للدفاع عن مصالح الشعب الذي ينتمي إليه،  وليس ذلك الذي شغله الشاغل  يكمن في الدفاع عن مصالح السلطة والحكام..

قراءة ممتعة مع جمعة مباركة.

18:50 - 2024/05/03
18:50 - 2024/05/03

تابعونا

fytw