الى الذين يريدون إشعال حرب ضروس بين موريتانيا وجارتها المالية. اقول لهم على رسلكم أوقفوا طبول الحرب وتركوا عنكم ما من شأنه أن يذكي نار المواجهات بين شعبين شقيقين يتميز تاريخهما بقدر كبير من الاستقرار والثقة المتبادلة لا تتركوا للعابثين جر بلادنا لحرب مدمرة فهناك في العالم من لا يريد لصوت المدافع أن يسكت هنا أو هناك..
ونتيجة لتغص حقيقي في أعماق هذه الأحداث توصلت إلى نتائج تلخص ما يحدث هنا وهي في النقاط التالية:
اولا بسبب الضعف والتمزق الذي عانت منه في الدولة المالية في السنوات الأخيرة فقدت السيطرة على بعض المناطق النائية عن مركز القرار ومنها نقاط على الحدود الموريتانية المالية بالقرب من بوسطيله وعدل بكرة ونتيجة لذلك أنشأت الجماعات الخارجية على القانون مستعمرات استيطانية هناك باتت وكرا للتجارة غير المشروعة وبات التجار الموريتانيون والمنمون الذاهبون العائدون من والى مالي ملزمون بدفع الاتاوات والجبايات لصالح رؤساء هذه العصابات كما باتت هذه العصابات تمتهن الاغتصاب والسرقة للمتلكات الشيء،الذي حتم على البعض من الموريتانيين التعاون مع هؤلاء في مجالات التجارة والاستعلام ومعاداة كما أصبحت مناطق سيطرتهم ملاذا لبيع المواشي بأسعار رخيصة بسبب كونها مسروقة الشيء الذي جذب الكثيرين للتعاون معها..
ثانيا. وبما أن أغلب القبائل الموريتانية في الشرق الموريتاني تحظى بجيوب هناك في مالي وبدواعي سياسية فقد اضطر الفرقاء في السنوات الأخيرة إلى تسجيل اعداد كبيرة منهم في قوائم انتخابية لتعديل كفة موازين السياسة المحلية وفي مواسم غير انتخابية يتركونهم وشأنهم لذا فإنهم لا يصطحبون أوراقهم الثبوتية الا خلال هذه المواسم وهو ما يجعلهم عرضة للتفتيش والاشتباه من قبل الأجهزة الأمنية المالية...
-ثالثا هناك قلة مالية في منطقة باغنة وهي نقاط تماس الحدود الموريتانية ترفض استعمال الأسمدة القادمة من باماكو لمزروعاتها وهي تتسابق للمواشي الموريتانية وتمارس الرعي في حقولها حتى تترك فضلاتها والتي تراها افضل سماد لمزارعها الشيء الذي يجعلهم يلحون على الطلب للموريتانيين..
ما قد يجعلهم عرضة لانتقام ووشاية من بعض القرى ضد البعض الآخر...
انا وقد استعادت الدولية المالية عافيتها وبدأت تبسط سيطرتها على هذه الجيوب الخارجة على القانون كان على الجانب الموريتاني أن يكون واعيا بالتطورات الأخيرة وان يكون لديه حس أمني وان يصطحب معه الأوراق المدنية وان يتوقف عن التعاطي والاتجار مع الجماعات المشبوهة ويبتعد عن المناطق المستهدفة وان لا يكون عائقا أمام الجيش المالي للقيام بدوره في حماية اليه وبسط سلطانه عليها ومن مصلحتنا أن تكون بجوارنا الدولة منظمة بدل أن تكون بجوارنا عصابات إجرامية تمتهن القتل واغتصاب ممتلكات الناس..