( J'écris, donc j'exist.)
←كان خلق« آدم من طِين » (الأنعام: ۲) « مِن صَلْصَلٍ» (الحجر: ٢٦ ) ، لكن الخَلقَ كان بخارطة استثنائية، ولحياة لا تشبه حياة الملائكة مطلقا ، وكانت نَفَخَةُ الرُّوح في المخلوق الجديد تعلن بدء أحداث الدنيا كلها، وتُعلن أنَّ حكايات التاريخ سَتُكتب، وأنَّ قُرْآنًا وتوراةً وزَبورًا وَكَذا الإنجيل سيُقرأ.
لم يكن آدم قبل تلك اللحظة سوى حَمَا مَسنون مُلقى في غيبوبة العدم وفي عتمة: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنشَنِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَذْكُورًا ﴾ (الإنسان: (١) ، ثُمَّ غَدًا آدم فجأة مِثْلَ نُقطة نُورٍ. تثور حولها أسئلة الكون الغارق في التسبيح وفي التهليل وفي التقديس، أسئلة الملائكة المدهوشة: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا ) ! ( البقرة: ٣٠) وها نحنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ (البقرة : ٣٠).
كان الكون فعلا حينها مغمورًا في أهازيج التسبيح وتراتيل التقديس.
كانت السماء تئط أطا فما فيها من موضع شبر إلا وفيهِ« مَلَكٌ ساجد أو مَلَكٌ راكع »، لكن الملائكة لم تكن تعلم حينها أنَّ المسافة بين مقام ﴿وَنُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ (البقرة: (۳۰) ، ومقام إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (البقرة: (٣٠)؛ كما هي المسافة تماما بين مَقامِ وَعَلَّمَ ءَادَمَ) (البقرة: (۳۱) ، وقول الملائكة لَا عِلْمَ لَنَا ) ( البقرة: (٣٢) ، وكانت تلك لحظة فوق إيقاع الكون المعتاد، لحظة العلم إذ يتجلّى في الإنسان، يَّادَمُ أَنْبِتُهُم) (البقرة: ٣٣)..
قراءة ممتعة وإلى تأملات قادمة إن شاء الله تعالى.
طاب يومكم.