التمازج الحاصل بين رموز من التيار الاخواني وجماعات مرتبطة تاريخيا باليسار امر يثير الدهشة ويبعث على الحيرة بل يثير اكثر من تساؤل واستفهام.. ترى مالذي يجمع قيادات تاريخية لجماعات الاسلام السياسي في موريتانيا مع بقايا التيارات اليسارية التي فقدت صلاحيتها وقدرتها على العطاء ولم يتعد بمقدورها تقديم اكثر مما قدمته خلال سنين خلت؟
خلافات جماعات الاخوان وتفجر تنقاضاتهم الى هذا المستوى لا زال لحد الساعة غير مفهوم اللهم الا ذا كان نوعا من تبادل الادوار.. قلة من الرموز التاريخية بقيت متشبثة بخط الحزب الذي يمثل واجهة التنظيم وشرعيته السياسية واكثرية تفرقت ايدي سبأ بين مختلف الاحزاب والتوجهات الاخرى.
كيف للسلطة العامة او يمسك بملفها في نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ان يرضى لنفسه التعامل مع جماعات انتهازية ابراكماتية تؤمن باستغلال اللحظة وحرقها لخدمة اجندات تكيتكية مؤقتة.
لماذا لا يستحضر النظام تجربة هذه الجماعات مع نظام الرئيس معاوية ولد الطايع وكذلك مع الزعيم احمد ولد داداه الذي عبروا على حسابه الى المواقع الانتخابية والمناصب الرفيعة وباعوه في الوقت غير المناسب ولماذا لا يتذكر مواقفهم خلال حقبة العشرية الماضيةايام الربيع وكيف تنكروا لحزبه الحاكم وكذا نوعية اللعبة المزدوجة التي مارسوها مع النظام والمعارضة في نفس الوقت..
اني على يقين ان انسحاب شخص مهما كان حجمه او اكثر من شخص لن يؤثر على اداء المشروع الاخونجي في موريتانيا ودوره الخطير في استقرار البلد وستبقى استراتيجية الحركة اقوى واعمق من ان تؤثر عليها تكتيكات سياسية هنا او هناك لانها ببساطة مستمدة من تعليمات خارج جغرافية البلد..
سيبقى حزب تواصل وسيبقى مشروعه حيا ينبض وسيؤدي الاخرون ادوارا وظيفية ستبقى باقية ما بقي للتنظيم نفس.
محفوظ الجيلاني