ليس الغرض من هذه الاطلالة المتواضعة جرح مشاعر القوميين كما قد يتصور البعض، فأنا أحد هؤلاء القوم، وإنما هي قراءة أولية لواقع حزين نعيشه من المحيط إلى الجليج، فبالرغم من الجهود المخلصة والتضحيات الجسام التي بذلها الآباء المؤسسون والقيادة الثورية الصادقة التي مارسوها بعنفوان وكرامة، من عبد الناصر إلى صدام حسين ومعمر القذافي رحم الله الجميع، الا ان جذوة هذا التيار وفعله الثوري المقاوم تلاشت معهم للأسف فلم نعد نسمع للقوم ركزا ولا ذكرا فلا هم أثروا في واقع بلدانهم نهضة وعمرانا واصلاحا وعلى الأقل تاثيرا ولا هم شاركوا الأمة الامها وهي تواجه مذبحة جوالة من غزة إلى صنعاء مرورا بلبنان والعراق و الادهى من ذلك والأمر غياب القوميين عن جميع المبادرات الجادة لدعم المقاومة ولو ببعض دريهمات استثني من ذلك طبعا الجهود الفردية المطمورة في القبائل والأحزاب ،هذا الواقع المرير يستدعي من الجميع قراءة نقدية عميقة لاستجلاء مكامن الخلل ان كان هنالك من لا يزال يرى أنه معني بالأمر.
12:15 - 2024/01/23
12:15 - 2024/01/23