كانت القبيلة وهي عبارة عن ( آصرة نسب او ولاء او تحالف ) هي الوحدة الإجتماعية المعروفة عند العرب قبل الاسلام ..
فلما جاء الإسلام أبدلهم رباط العقيدة وجعله اقوى رباط لكنه ترك للقبيلة دورا اجتماعيا يتعلق بالديات والعقل ..
كانت لكل قبيلة أرض تخصها ومياه تردها دون غيرها فأبطل الشرع ذلك فأما الارض فهي للسلطان وتحتاج لإذنه فى المطلق عند الاحناف وفيما قرب من المصر عند المالكية واما الماء والكلأ فالناس فيه سيان ..
و جعل الاسلام الديوان يحل محل القبيلة فى بعض الاحيان والازمان .
لم يعتبر الاسلام فى تولية الحكام والامراء معيار القبيلة بل جعل
الكفاءة والسابقية فى الاسلام معيارا وحيدا ولذلك كان اكثر الامراء من قريش لاسبقيتهم وفى بعض الاحيان لقبائل وعشائر لم يسبق لها ذكر قبل الاسلام ..
وفى بلادنا هذه لم تكن هناك دولة ولذلك كانت كل قبيلة تعتبر دولة وكيانا فى ذاتها لها امجادها وسلطانها وحيزها الترابي وفضاؤها السلطوي ..
وجاءت الدولة الحديثة بعد ان انهكت القوم الفتن و كثرت الملاحم والحروب وكان موقف العلامة بابا ولد الشيخ سيدبا متقدما على كثيرين من فقهاء عصره ..
وقد حاولت الدولة وتحاول وفى كل مرحلة من تاريخها عن طريق الاحزاب والجمعيات الإلتفاف على القبيلة غير أنه ولدواع تناقض مفهوم الدولة نرى فى كل مرة إحياء القبيلة و لعل ذلك الإحياء له اضراره التى قد تمس كيان الدولة فى الصميم !!
01:41 - 2024/01/23
01:41 - 2024/01/23