في غمرة متاهات الحقيقة وأروقة الأحداث، تتجسد رحلة الصحافي كفارس مخلص يسعى إلى الكشف عن الحقيقة وإيجاد رسم واقعي يعكس تفاصيل العالم.. ومع ذلك، في هذه الأيام الراهنة، تواجه الصحافة تحديات متنوعة تهدد بتحولها إلى أداة للابتزاز، وتبرير لأفعال المسؤولين، ما يبعدها عن دورها الجوهري كحارس للحقيقة.
الصحافة، الجسر المرتقب بين الواقع والجمهور، تتأرجح بين رغبة الكشف عن الحقيقة والحاجة لتلبية مصالح أصحاب النفوذ..ينحرف بعض الصحافيين عن مسار الأخلاق، حيث يتحولون إلى حراس للساسة بدلاً من أن يكونوا محل تحليل نقدي.. هذا التضارب يفقد الصحافة قيمتها وقدسيتها، مما يلوث سمعتها أمام الجمهور.
هل يمكن للنقابات أن تكون الخلطة السحرية التي تعيد توجيه الصحافة نحو مسارها الطبيعي؟..
على الرغم من دور النقابات كحافز للالتزام بالأخلاق والنزاهة، يظل الصحافي كفرد محملاً بمسؤولية كبيرة في الحفاظ على تلك القيم.
في رحاب الصحافة الراقية وبين أسوار نقابات الفهم العميق، ينسج الحلف روح التعاون، حاملاً معه رسالة تعزيز الرقابة الذاتية والمساهمة الفعّالة في عزل فصل ظاهرة الابتزاز، لتمكن من استئصالها والقضاء عليها، ليوجّه اهتمامه نحو رحلة التحقيق الصحفي العميق.
إن إعادة بناء صحافتنا إلى مسارها الطبيعي يشكل تحدٍ يتطلب توحيد جهود الفاعلين في هذه الساحة البديعة، بهدف لاستعادة الثقة الضائعة وإعادة بناء المكانة اللائقة والمحترمة لهذا الحقل المحترف الذي أُلقيَ عليه بظلال التلوث...!
-سيدي عثمان محمد صيكه