مشهد شد الجنود الفرنسيين لاحزمتهم ولملمتهم لامتعتهم والاستعداد للمغادرة النهائية لأرض النيجر مشهد يثلج الصدر ويبعث على الأمل الكبير بمستقبل هذه الدول الإفريقية وشعوبها الحرة التي ظلت لعقود من الزمن عقب صكوك الاستقلال الصوري الذي منح لها وهي ترزح تحت الفقر والجوع والبطالة بسبب الاستعمار والانتداب الغربي المتغطرس وان بأشكال وأساليب غاية في الخبث والمكر..
لقد ظلت فرنسا ودول الغرب الإمبريالي تحرص على الوجود العسكري والأمني والاقتصادي في هذه البلدان الأفريقية من اجل بسط السيطرة عليها لانتزاع إرادتها ووضع اليد على ثرواتها الطبيعية..
لقد تركت فرنسا دول الغرب الافريقي فقيرة محتاجة للعون مهددة بالحروب الأهلية بعد ان جثمت شركاتها الاستغلالية على أرضها حقبا طويلة من الزمن.
اليوم بعد أن اشتدت الأزمات وتعقدت الأوضاع وفهمت شعوب القارة أن سبب أزماتها المركبة يعود إلى الاستعمار الذي يستثمر في تناقضاة شعوب المنطقة ويسعى جاهدا إلى إثارة الفوضى والحروب الأهلية فيها .
لقد فطن الماليون ان الجماعات المسلحة التي يدعي الفرنسيون بمحاربتها تجد الدعم الاساس من فرنسا ذاتها والتي لا تريد للارهاب أن يموت في هذه المنطقة لأنه مبرر وجودها وذريعتها للتموقع العسكري في هذه الدولة ..
وكان موقف بوركينا فاسو الشجاع القاضي بطرد القواعد العسكرية الفرنسية نابع من وعي أفريقي حقيقي بلب المشكل وهو الموقف ذاته الذي أعلن عنه حكام النيجر..
ان مشاهدة آخر جندي فرنسي يحزم امتعه ليعود إلى بلده الاصلي هو مشهد تاريخي ينذر بانتهاء سرقة يورانيوم هذا البلد ومعادنه النفيسة ويعيد له قراره الوطني الحر ..
هنيئا للنيجر حكومة وشعبا وهم يحققون الاستقلال الوطني الحقيقي..
محفوظ الجيلاني
01:51 - 2024/01/14
01:51 - 2024/01/14