عقل زائغ، ودم سائل، وموت مجاني، وصرخة هباء..
كأنما العقل البشري كذبة، وحقوق هذا الإنسان فرية، والقانون جيفة تقتات على ديدانها قوى الزيف الامبريالي.
معاهدات جنيف، حَوْلَ قواعدِ الحرب، طاحونةُ أطفال، تحت أضراسها الفظة تتمزق العظام الناعمة لكل بُرعم بريء.
ما يراه العالم، تجاوز عنف الحروب.. بات أقرب إلى أفلام الرعب: طرزان يشرب دم الفتيات، وأمْجَدْ خانْ يسرق أجنّة النساء من غرف أرحامهن، و"السفاح المُقَنّع"، كين هودر، يصدّر الجحيمَ الطازج للطاعنين في السن، وللمرضى، وللجرحى، وللطواقم الطبية، والإعلاميين، وأبناء السبيل، والمدنيين العزّل.
هنا وهناك، تُوزَّعُ إفاداتُ الموت حتى على الأموات في سكينة مقابرهم.. ياله من عالم مريض!! تنهار فيه القيّم الإنسانية كل يوم تحت رعاية قانون دولي أفاك ومتغطرس.
صناع غوغل، ومخترعو الآسبيرين، وضيوف القمر، رواد كل تطور عقلي عظيم، هم أول الراقصين على جثث الأطفال، السكارى بآهات الأرامل، الفرحين بجلجلة الدبابات وخرير ماء الموت الدافئ.
تُعْسًا له من عالم سقيم: خاسئة مواثيقه، خسيسة مواقفه، دنيئة قراراته.
