تقرير إخباري
شنت “إسرائيل” قنابل الإبادة الجماعية على المدنيين في قطاع غزة مستندة على رواية كاذبة تدعمها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون الآخرون. وتزعم تلك الرواية أن الفلسطينيين قتلوا إسرائيليين أبرياء وقطعوا رؤوس الأطفال واغتصبوا النساء عندما قامت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر بمهاجمة مواقع عسكرية ومستوطنات بالقرب من الحدود.
تم التراجع عن الأكاذيب التي كررها أصدقاء “إسرائيل” لا سيما من قبل البيت الأبيض، حيث سحب الأخير تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن اغتصاب النساء وقطع رؤوس الأطفال لعدم وجود أي دليل يدعمها. كما دحض العديد من الصحفيين الأجانب الذين زاروا التجمعات اليهودية القريبة من غزة الادعاءات الإسرائيلية، حيث قال أحد الصحفيين الإسرائيليين أنه زار المناطق المستهدفة للبحث عن أدلة حول الفظائع المزعومة، لكنه لم يجد أي شيء.
بعد أيام قليلة من بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، تحدث العديد من الإسرائيليين من تلك التجمعات لوسائل الإعلام عن مقاتلي المقاومة الفلسطينية، حيث ناقضوا الرواية الرسمية من خلال الإشارة إلى أن الفلسطينيين كانوا “لطيفين” وحاولوا عدم إيذائهم، حتى عندما شن جيش الاحتلال هجوماً مضاداً. وأشارت إحدى السيدات إلى أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار وقتلت الجميع المتواجدين على الحدود في ذلك الوقت، فلسطينيين وإسرائيليين على حد سواء.
ومن أجل تجنب وصول مثل هذه الشهادات المحرجة للإسرائيليين وحلفائهم إلى جمهور أوسع، منعت الولايات المتحدة المواطنين الأمريكيين الذين أطلقت سراحهم فصائل المقاومة الفلسطينية من التحدث إلى الصحافة. ولم تستطع السلطات الإسرائيلية منع المرأة الإسرائيلية المسنة يوشيفيد ليفشيتز، التي أطلق سراحها الفلسطينيون، والتي أخبرت وسائل الإعلام كيف عوملت بشكل جيد جداً من قبل محتجزي الرهائن. وقالت للصحفيين: “كنا تحت حراسة مشددة”، وكان المسعفون والأطباء يأتون للتأكد من توفر الأدوية بشكل منتظم لدينا.لقد كانوا مهتمين جداً بصحتنا”.
وحمّلت ليفشيتز سلطات الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ما يحدث وأضافت بالقول: “إن عدم كفاءة الجيش وأجهزة المخابرات ألحقت بنا ضرراً كبيراً، لقد كنا كبش فداء للحكومة”.
لقد دفعت هذه التصريحات المتطرفين الإسرائيليين إلى مضايقتها ودفعها إلى قطع حديثها أمام الصحافة، ولكن عندما سألها أحد المراسلين عن سبب مصافحتها لمقاتلي المقاومة الفلسطينية عندما أطلقوا سراحها، أجابت ليفشيتز: “لأنهم عاملونا بلطف شديد”.
يعلم المسؤولون الإسرائيليون أن الحقيقة تضر بروايتهم الكاذبة، وقد غضبوا من تصريحات السيدة المسنة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن السماح لها بالتحدث إلى وسائل الإعلام كان “خطأ”. وفي سياق متصل منعت الولايات المتحدة مواطنيها المفرج عنهم من التحدث إلى الصحافة، وتساءل أحد مقدمي البرامج الإذاعية: “لماذا لا تمنع إسرائيل المرأتين الإسرائيليتين اللتين تم إطلاق سراحهما من غزة من التحدث إلى الصحافة كي لا تفسدان الرواية الرسمية”؟.
كما لو كان ذلك في إشارة تلقفها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أصدر أمراً رسمياً بمنع ليفشيتز من التحدث إلى الصحافة مرة أخرى من أجل وقف تحول المشاعر من مؤيدة لـ “إسرائيل” إلى مناهضة في جميع أنحاء العالم . وكان زعيم المعارضة والصحفي السابق يائير لابيد قد دعا الصحفيين إلى الكذب، لأن “الحقيقة تضر بالرواية الإسرائيلية”، و”الإعلام الموضوعي يخدم المقاومة الفلسطينية”. وقد أوصى العديد من المسؤولين الآخرين بنفس الشيء لنفس السبب، لقد أضرت تصريحات ليفشيتز بالرواية الكاذب، ولهذا السبب لا تحب” إسرائيل” أن يقول أحد الحقيقة.
عناية ناصر