تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

d

غزة..الاعلام يغتال الحقيقة..

 

 

وعندما يخطئ الإعلام الغربي الرأي الآخر، ويجد من بني بيئته الغربية، من مثقفين ونخب حرة ترفض هذا الانحياز وتكسر صمت المجتمع السياسي، يسارع الإعلام الغربي إلى ترهيبها بمعاداة السامية أو الدعوة إلى تصفيتها، كما حدث بشأن الزعيم اليساري الفرنسي ميلونشو.

في مشهد آخر يكشف انحياز الإعلام في الغرب، ترفض القنوات تمرير أية مواد إعلامية تدين الاحتلال الغاشم وتفضح ممارساته النازية، من ذلك سارعت هيئة الإذاعة البريطانية إلى قطع البث وسحب الصوت من المراسل من غزة خلال تغطيته المباشرة، حالما بدأ بالحديث عن استخدام الاحتلال للقنابل الفسفورية المحرّمة دوليا، ولأن الصورة جزء من هذا الإعلام المنحاز الذي يقلب مثل الحكومات الغربية القيم، عمّمت وكالة الأنباء البولندية صورة لأطفال المستوطنين قرب صواريخ فارغة أطلقتها المقاومة تريد أن تقول من خلالها أن هذه الصواريخ كانت تودّ أن تصيب هؤلاء الأطفال، لكن الوكالة لا تريد أن ترى آلاف صور القنابل والقذائف التي يطلقها جيش الاحتلال على أطفال فلسطين في المدارس والمستشفيات حتى.

 

لا يكتفي هذا الاعلام الغربي المريض والمنحاز نحو اغتيال الحقائق على الأرض ومحاولة توجيه الرأي العام الغربي وتسييره لصالح الطروحات الصهيونية، بل إنه انتقل من صناعة الكذب وفبركة الصورة، إلى ملاحقة الآراء، حيث فرض حجرا على الحق في التعبير عن الرأي والموقف الفردي ومنع الصحافيين العرب وغيرهم العاملين في مؤسساته، التعبير عن موقفهم على مواقع التواصل الاجتماعي، قناة "دي دابليو" الألمانية، كما قنوات في بريطانيا وفرنسا وغيرها، أوقفت قبل فترة صحافيين وأحالتهم إلى التحقيق بسبب تعبيرهم عن مواقف شخصية تؤيد حق الشعب الفلسطيني في الحياة أو لنشرهم صورة للعلم الفلسطيني.

 

فيض من غيض، فضائح لا تنسى وعار لا يمحى من وجه الإعلام الغربي المعتقل داخل رواية الاحتلال، والذي يسير في إثر دبابة الاحتلال حيثما كانت، كما كان في إثر دبابات شوارزكوف وكولن باول خلال غزو العراق، والذي بدأ بأكذوبة سلاح الدمار الشامل وانتهى بأكاذيب، والكذب محرم في الأديان السماوية، وفي الحالة الفلسطينية صار هذا الإعلام الغربي الذي استنزف كل رصيده من القيم الديمقراطية وقواعد الممارسة الأخلاقية المهنية، ليس شريك في الجريمة فحسب، بل أحد أدوات تبريرها، والتغطية على حرب إبادة يتعرض لها الشعب الفلسطيني على المباشر أمام كل العالم، وبات هو نفسه، هذا الإعلام، بحاجة إلى تحرير نفسه من حالة الإنقباض التي يعاني منها ومن زيف الأكاذيب والقصص المفبركة التي سجن نفسه فيها.

الخبر الجزائرية

21:23 - 2023/10/22
21:23 - 2023/10/22

تابعونا

fytw