عملية مباغتة أذهلت العالم في التوقيت وفي الأهداف التي حققتها، فالحدث كان بعد العمل الإرهابي الذي نال أبطال الكلية الحربية في حمص يوم فرحتهم بتخرجهم، والزمن كان بعد يوم من حرب تشرين التحريرية، حيث دكّت فصائل المقاومة الفلسطينية بآلاف الصواريخ تل أبيب وعشرات المستوطنات في الأراضي المحتلة ما أثار الرعب في نفوس جنود الاحتلال والمستوطنين ليهرعوا كالجرذان إلى مخابئهم تحت الأرض مذعورين ومتسائلين أين السطوة التي يتغنّى بها قادة الاحتلال؟.
هذه العملية البطولية التي أذهلت العالم بأسره وخاصة البيت الأبيض، وصفها العجوز الأحمق بايدن بالعدوان المروّع وغير المسبوق، ما دفعه إلى إصدار أمر بتقديم مساعدات لقوات الاحتلال بسرعة، من بينها ذخائر، كما وجّه بتحريك حاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد آر فورد” والسفن الحربية المرافقة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط وعلى متنها 5000 آلاف من رجال البحرية الأمريكية في محاولة من واشنطن لتعزيز أسراب الطائرات المقاتلة في المنطقة، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على قلق واشنطن ومحاولتها الحيلولة دون تنامي الصراع، وللتنويه هذا الدعم الأمريكي لقوات الكيان ليس بالجديد، إذ إن أمريكا ترسل مساعداتٍ عسكرية لحليفتها في المنطقة “إسرائيل” بمليارات الدولارات سنوياً منذ الحرب العالمية الثانية، ومن المتوقع أن ترسل واشنطن المزيد من المساعدات العسكرية إلى “إسرائيل” في الأيام القليلة المقبلة، وفقاً للبيت الأبيض الذي أضاف إنه يعمل على ضمان ألا يستغل محور المقاومة الموقف الراهن في تحقيق التفوّق.
مراقبون لمجريات أحداث عملية “طوفان الأقصى” يرون أن إعلان الولايات المتحدة استقدام حاملة طائرات للمنطقة لدعم الاحتلال في عدوانه على الشعب الفلسطيني هو مشاركة فعلية في العدوان على الشعب الفلسطيني، ومحاولة لترميم معنويات قوات الاحتلال المنهارة بعد هجوم المقاومة الفلسطينية التي لا تخيفها هذه التحرّكات ولن تضعف من صمودها ومقاومتها، بل ستكون تلك المساعدات بمنزلة تورّط طرف ثالث في هذا الصراع، فهل ستواصل “إسرائيل” عنجهيتها؟ كل هذا يبقى رهن تطورات الأحداث الجارية التي تكشفها قادم الأيام.
ليندا تلي