تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

d

عبد الله ولد اكوهي يكتب ..أما قد بلغ السيل الزبي..!!

بادئ ذي بدء بودي معاشر قراء صفحتنا هذه المتواضعة وهم كثر ممن يعرفونني أ واعرفهم أدام الله علينا تلك المعرفة وتلك العلاقة إما افتراضيا أو حضوريا إلى المشاركة معناعلى نطاق واسع في تقاسم هذه التدوينة واثرائها بالتعليقات ومناقشتها وإبداء الآراء حولها لصدق وصادق تعبيرها وربما موضوعيتها، في تشخيص بعض هذا الواقع المزري وربما الذي قد وصل إلى الميؤوس منه في البلد من جراء الفقر المنتشر وتشرد الشباب والخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات..
إذا كان ذلك كذلك وهو كذلك فعلا،  سوف نتطرق في هذه العجالة لملف آخر يتم فيه التداول الآن بل قبل الآن وطيلة مسيرة هذا البلد مذ نشأته ألا وهو التبرك والتغني والتمجيد حتى أصبحت منه عادة سيئة ومقززة كان الرئيس المختار ولد كما جاء في مذكراته La Mauritanie contre vents et marées مستمعا للمذياع ومبتسبا كل مزه وهو يبيت ليلته الأولى في ضيافة "صنكة اجريده" لرفاق المسيرة وهم يحييون ويباركون بسيل عرمرم من ملتمس التأييد والمساندة للإنقاذ الوطني وأحيانا بدءا بالتفنن بإنجازات ولد الطايع الذي تعلمون تلك الزيارات والجولات التي جاب فيها وطاف البلاد طولا وعرضا ولدى استلامه السلطة غداة 1984 قرر زيارة "النعمة" لإلقاء خطاب النعمة الشهير حيث دعا فيه إلى نبذ العبودية والعنصرية بين الشعب الواحد وقال إنه لا يستوعبها ولا يفهمها وأسر لمدير ديوانه آنذاك لإستقبالات الحشود الجماهيرية التي خرجت عن بكرة أبيها في نقطة زارها ولم يخلف له عن سعادته التي تغمره من جراء رد عليه محدثه السيد الرئيس في السنة الفارطة 1983 جئنا إلى هنا مع الرئيس السابق المنقلب عليه ولد هيداله واستقبلوه بنفس الحفاوة والكرم. فلا يغرنك تقلب الذين آمنوا بك اليوم الليلة خمر وغدا أمر..
ومرورا بانجازات عشرية ولد عبد العزيز كما يحلو للبعض تسميتها وأخيرا وليس آخرا انجازات الرئيس الحالى ولد الشيخ الغزواني حيث  تفنن فيها الفنانون والمتفننون والمهرجون وابلوا بناءا حسنا وليس بالإمكان ابدع مما كان، وتنافس المتنافسون وتزاحم المتزاحمون في تعداد  وسبر غور الإنجازات المنقولة والثابتة، الملموسة والمحسوسة، العينية والنقدية، الناطقة والصامتة لسنوات الرئيس الحالي ولد الشيخ الغزواني وما يسمى في موريتانيا على غرار الدول الفركوفونية "بالنخبة" -- ويحلو لنا هنا في موريتانيا كثيرا استعمال هذا المصطلح تشرح المضامين وتعمل الندوات في الإذاعة والتلفزة والمواقع وتوفد موفديها من الحزب وغير الحزب مولين وجهتهم للداخل والخارج لحسبة (حساب) إنجازات الرئيس على مرأى ومسمع على مرأى ومسمع حشود الكتلة الصامتة  La masse muette وتنشر أمامهم الإنجازات الكبرى والصغرى والوسطى الخ... 
يا سادة يا كرام يا نخبتنا الأعزاء الشأن العام ليس ذكر إنجازات فقط هذه مغالطة إنما تغلطون بها أنفسكم وقيادتكم وشعبكم، الشأن العام لا يرتجل ولا يحتكر ولا يفرعن، ما لكم كيف تحكمون? الشأن العام معنى بمقتضيات المصلحة العامة، بالتنمية، بما ينفع الناس ويمكث في الأرض. على هذا الأديم وفي دولة القانون يجمع الحاكم والمحكومين عقد وهمي سماه  Jean-Jacques Rousseau“عقدا اجتماعيا" وسماه ابن تيمية رحمه الله : "العلاقة الرعوية بين الراعي والرعية " ومن يريد الإستفادة بإمكانه الرجوع لمراجع السياسة الشرعية والفتاوى لمؤلفه ابن تيمية لكن مع الأسف هذه الثقافة غائبة عن اذهان القائمين على الشأن العام في البلد ومن احرى نخبتنا أو منتخبينا،  لا منة على المواطن العادي لأن كل ما يقدم له من إنجازات يدخل ضمن تلك العلاقة الرعوية التي اشرنا إليها آنفا بين الحاكم ومواطنيه وبين الناخبين ومنتخبيهم 
أمام واقع البلد المزري الذي اصفرت فيه كل المؤشرات واحمرت وأذنت لربها وحقت..  
على القائمين على الشأن العام في هذا البلد ومن يتقلدون فيه مناصبه ومسؤوليات كبرى أن يتقوا الله في هذا الشعب وأن يكفوا عن حقرته واحتقاره عدم القيام بالمسؤوليات وخيانتها واكل المال العام والمن عليه بكل نقيرة وقطميرة لعمري قلة حياء وإذا لم تستح فاصنع ما شئت، الأيام دول ولكل زمن دول ورجال ولو دامت لغيرهم ما وصلت إليكم... الله الله ونعم بالله في مواطنينا، في ضعفائنا، في مستضعفينا، وفي مرضانا في المستشفيات في شبابنا العاطل عن العمل والمتشرد الخ... والسمع والطاعة لولاة أمورينا والصلاة وراء البر والفاجر..
نعم  لا للتجريح لا للسب والشتم ولا للمكاشفة بالعورات ولا للتنابز بالألقاب، لا ليسخر قوم من قوم والطامة الكبرى وأقولها هي الطامة الكبرى فعلا  دلا للتدوير وتجريب المجرب من مللهم هذا الشعب ومللوه مما ليس سرا على أحد. ولا يخفى على مزبل فإذا كنا نكذب في المحافل والمنابر السياسية والصالونات لا نكذب على انفسنا أو في ما بيننا لما نكون لوحدنا وراء وراء ابواب موصدة.
موريتانيا بحاجة ماسة لجميعنا وإلى اصلاحات جوهرية حسب ما تمليه الظرفية الحالية ومقتضيات المصلحة العامة التى هي المرجعيه شرعا وقانونا وعرفا. فقد كفرنا بطابور المنافقين والمتملقين والمهرجين والمتلونين وسندة كلام الليل يمحوه كلام النهار وكلام النهار يمحوه كلام الليل من راكبي أمواج البر والبحر والجو والسماء من أصحاب وملاك الحسابات السياسية والارصدة الكلامية في البنوك وادعياء بأنهم حائزون على ليلى الشعب وأصواته لعرضها في المزاد العلني إنها الديموقراطية التمثيلية التي لا تغني من الحق والحقيقة شيئا وكل يدعي وصله بليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا.... 
وختاما جف القلم بما أنت لاق فاختص على ذلك أو ذر..

12:52 - 2023/08/04
12:52 - 2023/08/04

تابعونا

fytw