احياء المسلمين لذكرى استشهاد سبط رسول الله صلى عليه وسلم يوم عاشوراء ليس مجرد احياء لحدث ديني تاريخي وحسب وإنما هو استلهام للدروس وللمعاني وللقيم الإنسانية النبيلة التي من أجلها استشهد الإمام الحسين رضي الله عنه والتي قدم في سبيلها روحه الشريفة الطاهرة فداء للارث المحمدي الصادق و الاصيل ..
لقد كانت هذه المناسبة درسا بليغا يرمز إلى الشجاعة والبطولة والتضحية من أجل الحق..
كانت صرخات الامام الخالد وثورته ضد الطغيان والظلم ووقوفه في وجه الانحراف عن خط النبوة مثلا يحتذى وقيمة انسانية خالدة على مر العصور بل كانت ولاتزال مدرسة مفتوحة للشعوب المظلومة والمضطهدة تتعلم منها قيم الصمود والشجاعة والتضحية من أجل رفع الظلم ومقاومته بكل السبل..
اليوم ونحن نرى شعبنا الفلسطيني البطل يقف وحيدا في وجه اعتى قوة عسكرية صهيونية نتذكر الإمام الحسين رضي الله عنه ونتذكر شجاعته واقدامه وتصديه للطغاة ويطن في آذاننا شعاره الخالد هيهات منا الذلة....
العجيب في الامر انه وعلى الرغم من محاولات التصنيف المذهبي في هذا المجال الا أن الشعوب والأمم الاخرى تستلهم في كل وقت الدروس والعبر من نهج الإمام الحسين وترى فيها باعجاب من خلال الدرس والتحقيق والقراءة التاريخية القيم الانسانية الطبيعية الحقة والتي تنبذ الظلم وتمقت القهر وتتصدر لكل متجبر ظالم والتي تشكل قاسم مشترك للانسانية..
لقد آن لنا أن نتصالح مع انفسنا ومع تاريخنا وان نقف في وجه من يريد ضرب وحدتنا الثقافية والفكرية.
وعلى اجيالنا اليوم أن تقرأ عن سيد الشهداء الإمام الحسين رضي الله عنه وأن تطلع على منهجه وان تستخلص الدروس والعبر عن شخصيته الفذة وطريقته في التصدي للظلم ودعم المستضعفين في الارض ولما لقيه من معاناة تدمي القلب ..
التحية والتقدير للجمهورية الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخامنئي اطال الله عمره والتي ظلت وفية لمبادئ الإمام ولقيمه الإنسانية النبيلة الشيء الذي يتجسد في دعمها اللامحدود للمقاومة وللمستضعفين وتصديها للغطرسة وللاستكبار الأمريكي..وذلك بما حققته ثورتها الإسلامية من اقتدار ومن عزة وفخر .
•محفوظ الجيلاني
