وسط إصرار الولايات المتحدة على إرسال الذخائر العنقودية – المحرمة دولياً- إلى نظام كييف رغم الانتقادات الدولية الشديدة لما تسببه تلك الأسلحة من مخاطر على حياة المدنيين، أكدت روسيا عبر سفارتها في واشنطن أن تصريحات المسؤولين الأميركيين بأن المدنيين سيموتون بسبب تلك الأسلحة، تمثل اعترافاً بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، هذا في وقت حذرت فيه الصين من أن تلك الأسلحة قد تسبب أزمات إنسانية، فضلاً عن إنها تفاقم الأوضاع في أوكرانيا.
السفارة الروسية في واشنطن قالت في بيان اليوم وفقاً لموقع روسيا اليوم: «لقد أولينا اهتماماً لتصريحات منسق الاتصالات الإستراتيجية لمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي بشأن إمداد أوكرانيا بذخائر عنقودية حيث اعترف المسؤول بحكم الأمر الواقع بارتكاب الولايات المتحدة جرائم حرب أثناء النزاع الأوكراني، وأعلن صراحة أن المدنيين سيموتون بسبب الأسلحة الأمريكية العنقودية».
وفي وقت سابق أكد الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن نقل واشنطن لمثل هذه الأسلحة إلى كييف سيكون خطوة أخرى نحو تصعيد الصراع.
وفي السياق ذاته، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، ماو نينغ، أن تزويد الولايات المتحدة أوكرانيا بالذخائر العنقودية، قد يتسبب بحدوث أزمات إنسانية وسيزيد من تفاقم الوضع في أوكرانيا.
وقالت المتحدثة الصينية وفق ما ذكرته وكالة نوفوستي: «لقد رفضت العديد من البلدان إمداد الذخائر العنقودية، ويمكن أن تؤدي عمليات التزويد بها غير المسؤلة إلى أزمات إنسانية يجب معالجة القضايا الإنسانية وقضايا الأمن بطريقة متوازنة، ويجب العمل مع نقل الذخائر العنقودية بضبط النفس والحذر».
وأضافت أنه يتعين على الأطراف المعنية عدم إشعال فتيل الأزمة وتأجيج التناقضات التي تؤدي بدورها إلى احتدام الأزمة الأوكرانية.
وفي تأكيد جديد على انتهاج واشنطن سياسة مدمرة للعلاقات الدولية، وصف الدبلوماسي الأمريكي السابق ريتشارد هاس الولايات المتحدة بأنها أكبر خطر يهدد ليس فقط الأمريكيين بل العالم برمته، مؤكداً أن أمريكا تحولت إلى مصدر للتهديد الأمني، وعدم الاستقرار على الصعيد الدولي، واعتبر هاس في سياق مقابلة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن التهديد القادم من الولايات المتحدة ذاتها، وما يشكله هذا التهديد من مخاطر على العالم بأسره تجاوز ما يمكن أن يواجهه الأمريكيون من تهديدات خارجية، وذلك في خضم تفكك النظام السياسي الأمريكي.
وأشار هاس إلى أن الولايات المتحدة تحولت إلى المصدر الأساسي لعدم الاستقرار في العالم، ومثال يأبى أحد أن يقلده أو يحذو حذوه بالديمقراطية.
ولفت هاس إلى أن موقف الولايات المتحدة بين دول العالم أصبح مهتزاً، وغير موثوق، إذ أن أمريكا لم تعد قادرة على أداء دورها بشكل ناجح، وهذا يؤدي إلى ابتعاد حلفائها وأصدقائها عنها.
