الى متى تظل موريتانيا بلد العجائب والغرائب؟!
الأربعاء, 22 فبراير 2023 21:10

altاستوقفني صداء محتوي فيديو مؤثر متداول عبر وسائل التواصل الإجتماعي.

أب لأسرة ضعيفة يمر بظروف مادية صعبة و قاسية ،يلتمس مساعدة الخيرين من ابناء الوطن بغية علاج ابنه الصغير الذي يوجد في حالة مرضية حرجة جدا تتطلب ضرورة الرفع الي خارج البلاد سبيلا للحصول علي علاج مناسب. وحينما اتصلت بوالد الطفل علي الهاتف 41615151  لمؤازرته أخبرني بأنه توفي للتو رحمه الله برحمته الواسعة و ألهم أهله الصبر والسلوان و إنا لله وإنا إليه راجعون. غلبني الإحساس بالحزن و الأسي إثر تلقي خبر  وفاة الطفل المسكين و ماحصل لهذه الأسرة و ما قد يحصل لآخرين في نفس الظروف بحكم ضعف الإمكانيات و قلة الوسائل. في ظل ما تشهده بعض الأوساط الإجتماعية بين الحينة و الأخري من تصاعد مستمر لمظاهر بذخ و إسراف صادمة لم تعد تناسب المرحلة تجاوزت سقف المعقول ،و تنافت في الشكل و المضمون مع القيم والضوابط الأخلاقية و الثوابت الدينية . فرمي النقود بتلك الطريقة الوقحة هو تصرف غير أخلاقي إذا كان البعض يعتقد أن ذلك التصرف سيرفعه عند أقوام فليعلم أنه سيخفضه في المقابل عند أقوام آخرين بل وسيسقطه في أعين المجتمع و عند كل ذي فطرة سليمة . فإن لم تستح فأفعل ما شئت ( ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون...) صدق الله العظيم. حيث ساهمت هذه الممارسات الخاطئة و المشينة في إشاعة ثقافة الترف و التبذير داخل المجتمع و كرست الفوارق الإجتماعية و خلقت جيلا جديدا من المبذرين و المتملقين و المنبوذين علي نهج المدرسة الزيدانية و علي طريقة الشيطنة نزولا عند الآية الكريمة من سورة الإسراء : ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين و كان الشيطان لربه كفورا .) صدق الله العظيم . فإلي متي سنستفيق و نتجاوز تلك العوائق الإجتماعية التي لا تخدم التعايش المشترك و لا اللحمة الوطنية و لا تعزز من دولة القانون والمؤسسات  ؟

حفظ الله موريتانيا من كل سوء. اباي ولد اداعة.

.

الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox

إعلان

البحث