بعدما حوّلت قوات الاحتلال وادي اليرموك التابع لمنطقة حوض اليرموك في ريف درعا الجنوبي الغربي إلى منطقة «عسكرية محظورة»، منذ السبت الماضي، تلقّت شخصيات عشائرية من قرية معرية في المنطقة نفسها، تهديدات هاتفية، من قِبل أحد ضباط العدو الإسرائيلي، بفرض حصار على القرية في حال استمرار محاولات تسلّل أبنائها إلى «الوادي»، حسبما أفادت به مصادر أهلية «الأخبار». وجاءت هذه التهديدات بعدما أطلقت قوات الاحتلال النيران بالقرب من «الوادي»، لاشتباهها بتحركات فيه قام بها أشخاص من أصحاب الأراضي الزراعية، والتي حان موسم قطاف إنتاجها، من دون أن يستطيع الفلاحون الدخول إليها، بما يكبّدهم خسائر مادية كبيرة.
وبحسب مصادر عشائرية، فإن «العدوّ طلب عقد اجتماع مباشر مع وجهاء من القرى المحتلة في محافظتَي درعا والقنيطرة، خلال الأيام القادمة. وفيما يجري حالياً التشاور لتشكيل الوفد الذي سيطالب الاحتلال بالمسائل المتعلقة بحرية العمل الزراعي وضرورة وقف عمليات الاقتحام الليلية للقرى، سيترك موضوع المطالبة بخروج قواته من الأراضي السورية لحكومة دمشق، كونها المعنية بالنقاشات السياسية والعسكرية، على الرغم من حالة التطنيش التي تمارسها حيال مطالب السكان الملحّة بهذا الخصوص، وردود مسؤولي محافظة درعا المعيّنين من قبل الحكومة بأن الوقت غير مناسب، واصبروا قليلاً».
في غضون ذلك، باشر الاحتلال بعملية إنشاء نقطة عسكرية له في «سرية الهاون»، الواقعة شرق «ثكنة الجزيرة» المشرفة على منطقة حوض اليرموك، حيث بدأ برفع سواتر ترابية ونقل مبانٍ مسبقة الصنع إلى النقطة، ما يجعلها موقعاً متقدماً للعدو في المنطقة. وفي ساعة متأخرة من ليل الأربعاء - الخميس، اقتحمت قوات العدو، قرية كودنا التي تشهد وجود واحدة من أكبر النقاط الإسرائيلية في تل الأحمر الغربي، حيث نفذت القوة المقتحمة مداهمة وحملة تفتيش لعدد من المنازل في الطرف الغربي من القرية، برفقة كلاب بوليسية، بحجة البحث عن «أسلحة ومواد خطرة»، علماً أنها انسحبت من دون نتائج.
كذلك، تجددّت عملية اقتحام قرية صيدا الجولان، صباح أمس، حيث تمركز حاجز لقوات الاحتلال في الطرف الجنوبي الغربي من القرية، وسط التدقيق في البطاقات الشخصية والتفتيش الذاتي لعدد من المدنيين، واعتقال أحد الأشخاص من دون معرفة الأسباب. وبحسب مصادر عشائرية من القرية، فإن تكرار اقتحام صيدا الجولان يشير إلى احتمال ضمّها إلى «المنطقة العازلة»، ما سيعني بالضرورة تطبيق الإجراءات المتّبعة في بقية القرى المحتلة، من مثل الحرية والصمدانية والحميدية، والتي بات يُمنع السكان فيها من التنقل إلى خارج «المنطقة العازلة»، إلا ضمن أوقات محددة تمتد بين السابعة والعاشرة صباحاً، وبين الثالثة والخامسة مساءً، بما في ذلك الحالات الإسعافية.
الأخبار