تتزايد الشكوك حول الادوار السياسية والتوسعية الخطيرة للجمهورية التركية في دول اتحاد الساحل الوليد والمكونة من مالي والنيجر وبوركينافاسو..
فهناك تقارير تتحدث عن تجنيدها للمرتزقة ورعايتها لفصائل من مختلف الجنسيات متمركزة في مالي والنيجر وخصوصا في مناطق تواجد شركاتها..
لقد بادرت تركيا الى التمدد في هذه الدول الافريقية مبكرا عقب تمرد القادة الافارقة الشباب على النفوذ الاستعماري الفرنسي القديم مقدمة خدماتها الامنية واغراءاتها الاقتصادية..
لقد كانت دول الغرب الاطلسي تنشر آلاف الجنود في قواعد عسكرية في هذه الدول بحجة مكافحة الارهاب والسعي للدفاع عن سيادة هذه الدول ضد الخطر الذي تمثله الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة وداعش، غير ان خديعة الحرب على الارهاب انكشفت ابعادها وظهر زيفها بالنسبة لهذه الدول حيث قررت مجتمعة تصفية آخر مظهر من مظاهر الاستعمار المختفي تحت غطاء الحرب على الارهاب واعلان القطيعة مع هذه الدولة الفرنسية صاحبت النفوذ الاقدم والاخطر ما في الامر ان تكتشف هذه الدول الافريقية الثلاث حقيقة ان دول الغرب الاطلسي هي الداعم الاول للارهاب والممول له والمؤطر لنشاطه..
فقدت بينت تقارير محلية وجود روابط وصلات بين جماعات النصرة وداعش والقوات الفرنسية في مالي كما اظهرت تقارير اخرى انغماس الجنود الفرنسيين في نهب الثروات المعدنية في مالي والنيجر كالذهب والاحجار الكريمة الشيء الذي اعتبر اخلالا بالتزاماتهم وتقصيرا من جانبهم في تحقيق الهدف من وراء وجودهم..لهذا قررت هذه الدول الاستعانة بروسيا الاتحادية وقد برهنت عن صدق نيتها في دعم قدرات هذه الدول في الحرب على الارهاب مستعينة بالخبرة التي اكتسبتها في سوريا. غير ان يلفت انتباه البعض ان تلجأ تركيا التي كانت تكتتب المرتزقة من داعش والنصرة ومختلف المسميات لقتال جيوش العربية في سوريا وليبيا الى الاستعانة بنفس المرتزقة لقتال الجماعات الارهابية المسلحة في دول الساحل ان هذا التناقض والتضاد يظهر لنا ابراكماتية بعض الدول وسعيها للقيام بكل شيء ممكن شرعي وغير شرعي اخلاقي وغير اخلاقي لتحقيق مصالحها الحيوية...
ترى خل بمقدور تركيا ومن ورائها فصيل السلطان مراد وشركة صادات الامنية ان تطوع هذه الدول الافريقية لخدمة المصالح الاقتصادية والتجارية لانقرة ولتعويض الخسائر التي منيت بها تركيا في صراعات دولية بمنطقتها بعد ان راهنت على تنظيم الاخوان المسلمين وامتدادته ام ان دول المنطقة ستقف في وجه الاطماع التركية..
محفوظ الجيلاني
04:13 - 2024/07/12
04:13 - 2024/07/12