ما معنى أن يقدم أب على قتل طفلته الصغيرة، التي هي من ذوي الاحتياجات الخاصة «الصم والبكم»، فقط إرضاءً لزوجته الثالثة، حيث عذبها بأماكن مختلفة من جسدها حتى الموت. هذا ما حدث في قرية ميت الليت التابعة لمركز المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، فقد تزوج للمرة الثالثة، وكان يريد العيش بهدوء، لقضاء وقت جميل مع زوجته الجديدة، لكنه لديه طفلة صغيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة، عمرها 9 سنوات، تعكر صفو حياتهما، وتمثل حملاً ثقيلاً على أبيها وزوجته، لأنها دائمة البكاء وتستيقظ متأخرة.
بدأت الزوجة تشعر بالملل لأنها لم تأت لرجل يملأ حياتها ولكنها جاءت لتخدم طفلته، وبدأت تتحجج بالأعذار وتظهر له أنها مرهقة وبدأت تضجر من العيش معه، وكان الزوج يحاول إرضاءها، كأن يضرب ابنته ليجبرها على الصمت، ولم يعد يرغب بها لأنها مصدر إزعاج. كانت الطفلة أسماء، لها ضحكة بريئة، لكن زوجة والدها حولتها إلى نحيب وبكاء، بقسوتها المفرطة، وتستغل غياب زوجها لتضربها، وتستعمل كل وسائل العنف ضدها.
وذات يوم دخل الأب وجد زوجته تضرب ابنته، سألها عن سبب ذلك، فقالت له إنها دائما ما تسيء السلوك وتتصرف بطريقة غير لائقة مع أعضاء جسدها، وهنا نظر الأب لطفلته التي لا تعي ولا تسمع شيئاً بغضب، وظل يصرخ بوجهها، رغم أنها لا تسمعه لكنها فهمت أن زوجة والدها أبلغته شيئاً غير صحيح، فبكت بصوت مرتفع، واستمرت بالبكاء.
اشتد غضب الأب، وحرضته زوجته أكثر على ضربها، وبالفعل أحضر عصا غليظة وظل يضربها على مناطق مختلفة من جسدها، حتى فقدت وعيها، وصرخت زوجة الأب بعد أن شاهدت سقوط الطفلة، وظل الأب يجرى عمليات إفاقة لابنته لكنها فارقت الحياة، جلس الأب مفزوعاً بسبب جريمته. وبعد فنرة خرج، ومن خلفه زوجته، فقررا إخفاء الجريمة.
وبدأت الزوجة تحبك تمثيليتها، أطلقت لصرخاتها العنان، وحينما جاء الجيران، أبلغتهم أن أسماء توفيت بطريقة مفاجئة، وسقطت ببكاء حاد، هنا أخذ والدها يستخرج تصريح الدفن، على أنها توفيت بطريقة طبيعية، لكن مفتش الصحة لاحظ وجود آثار التعذيب، وبفحص الجثة ظهرت إصابات عديدة بالجسد وبالظهر والوجه، الأمر الذي دفعه لرفض استخراج تصريح الدفن، وإخطار الشرطة.
وبالفحص والتحري، اكتشفت الشرطة آثار تعذيب وضرب على الطفلة، وأن والدها انفصل عن أمها وتزوج مرتين، وأن زوجته «أ.م»، الثالثة، اشتركت معه في جريمته بزعم تأديب الطفلة حتى فارقت الحياة متأثرة بتعذيبها.