حول الرواية التي تسمى الأكاديمية الدبلوماسية
عندما كتبت تلك السطور كان ذلك من باب المزاح وهي عادتي مع عبد القادر منذ عرفته، ولكنني أيضا كنت مشفقا على الأكاديمية التي ما تزال تلتمس طريقها وجئت بنزر من النقد في غلالة شفافة مجاملة للصديق (اعل نجرة) عبد القادر ولد محمد (واعل نجرة مجرد مزاح فهو صديقي ومازال صداقة كاملة) وإن كنا نختلف في أمور كثيرة لكن ذلك لا يفسد للود قضية.
لقد كنت أسمع عنه من زملائه قبل أن أعرفه وبعضهم من قرابتي وكان يدرس معه في الثانوية ويمازحونه بأمور كثيرة ومنها أنه "يذْهل" أحيانا وكان يتلقاها بصدر رحب في الغالب وهي ميزة تحسب له.
تعرفت على الصديق عبد القادر منذ سنوات وهو نعم الصديق كرما وخلقا وثقافة وزرته في بيته وزارني في بيتي مرارا ومع بعض أصدقائه أحيانا على الغداء أو في دعوة على هامش مناسبة أسرية تخصني وسافرنا معا خارج العاصمة إلى مدينة لعيون في رحلة من دون توقف.
زرته عدة مرات في دارته الكائنة خلف معهد الإحصاء وكان كريما ولطيفا وكان يلح علي في البقاء معه وبصحبة أصدقاء من مختلف المشارب رغم أنني لا أحب السهر ومع ذلك كان سهرا ثقافيا في مكتبه وأحيانا كان يقوم بمساعدتي بترجمة ملخص تاريخي أعددته بالعربية وترجمه هو إلى الفرنسية وبإتقان حقيقي، و كان يتحفنا بعصائر كانت تأتي من السعودية وبشاي رائق تعده زوجه الكريمة أو تشرف عليه ولا أذكر أنه كان يتحفنا ب بصام الاحمر ولعله "يدّخره لخاصته من جلسائه الأقربين" ثم إنني لا أشرب بصام لا في بيتي ولا خارجه أما "شاي دلل" فلا أعرفه ولعله من هدايا السفير الصيني!
كنت معجبا بصديقي عبد القادر ومازلت لأنه لا يحبس الصداقة في الأطر الضيقة من إيديولوجيا أو حتى سياسة ومنافع.
لا أشك في جدية عبد القادر وبعده عن الزبونية القبلية والجهوية، أعرف ذلك يقينا، لكن أردت وبلطف أن انبه على بعض الخصاص المبين الذي لمسته في نظام الأكاديمية ونشاطها وحتى برنامجها ومعارضها.
أقول ذلك لأنه في عدة بلدان أخرى توجد معاهد دبلوماسية ومهمتها واضحة و دقيقة وهي تكوين أجيال جديدة على الدبلوماسية والبروتوكول والعلاقات الدولية وما يتصل بها وفق منهج دراسي واضح ودقيق يشرف عليه أساتذة مختصون ويساعدهم خبراء زائرون من دول مختلفة.
ما أثار استغرابي هو أن الأكاديمية واسمها أرفع رتبة من المعاهد لم تقم لحد الساعة بنشاط تدريسي كذلك الذي يتم في نظيراتها في مختلف دول العالم، بل ظل نشاطها مقصورا على استقبال وجوه غربية زائرة لكيان لم يكتمل أو ندوات خجولة حول قضايا لا شيئ يربط بينها أو معارض فردية أو فلكلورية مثل أنواع الطعام هنا أو هناك.
منذ تدشين الأكاديمية لم نسمع باكتتاب للدبلوماسيين الطلبة ولم نعرف البرنامج الحقيقي للأكاديمية ولا يمكن أن نتجاوز وجود وجوه دبلوماسية من تلك المدرسة القديمة في تسيير المؤسسة أو في بعض ندواتها.
تشرفت بتعليقه الطريف كأنشطة الأكاديمية ولكن يبدو أنه مزال "يذهل" فأنا لا أشرب بصام بكل أنواعه مطلقا بل شرابي المفضل هو اللبن لأنه فطرة الله التي فطر الناس عليها.
أقولها وبدون دبلوماسية
تحياتي
11:18 - 2024/01/23
11:18 - 2024/01/23